حول الكتاب
سوف آخذ على عاتقي المحاولة الموجهة تاريخياً نحو إعادة تكون ما قبل تاريخ الوضعية الجديدة، وبهدف نسقي لتحليل العلاقة ما بين المعرفة والمصلحة. إن من يتتبع سيرورة انحلال نظرية المعرفة التي تترك مكانها لنظرية العلم، يتخطى مراحل متروكة من التأمل. وسوف يساعد اجتياز هذا الطريق ثانية من منظور يعود إلى نقطة الانطلاق لاستعادة التجربة المنسية للتأمل. وحيث ننكر التأمل تكون الوضعية. ينبغي أن يدعم تحليل العلاقة بيم المعرفة والمصلحة الزعم بأن نقد المعرفة الراديكالي لا يمكن أن يكون إلا كنظرية مجتمع. على أن هذه الفكرة متضمنة في النظرية الماركسية للمجتمع، وإن كان من العسير استخلاصها، سواء أكان ذلك لدى ماركس أم لدى التفهم الذاتي الماركسي. وأنا شخصياً لم أستقص العلاقة الموضوعية التي تحققت خلال التطور الفلسفي من هيجل إلى نتشه، وإنما اقتصرت على تتبع الأفكار بصورة محايثة. هذه النهاية المنطقية تنتج: عن أنني فقط مقابل عدم التخصص أستطيع الاستباق إلى نظرية مجتمع أريد أن أجد مدخلاً إليها فقد عبر تأمل ذاتي للعلم. والآن لقد أنجزت الخطوة الأولى. ولهذا السبب لا يمكن للاستقصاء أن يتطلب أكثر من أهمية مقدمة. لقد شرحت وجهات النظر النسقية التي أقدمها في هذا البحث أولاً في محاضرة الدخول الجامعي في فراتكفورت حزيران 1963. أما الفصل المتعلق بكل من الوضعية، البرغماتية والتاريخية فإنها تعود إلى المحاضرات التي ألقيتها في هايدلبرغ إبان الفضل الشتوي 6463، علماً بأنه لولا المحاورات التي أجريتها في مرحلة الدراسة مع "كارل أوتو آبل" ولولا تحريضاته وبالتالي اعتراضته لما كان هذا التصور قد وجد صيغته الحاضرة على هذه الصورة.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق