اعترافات جولدا مائير - ترجمة عزيز عزمى



 حول الكتاب

أخطر امرأة في تاريخ الصهيونية بلا منازع ، لقبت بـ'أم إسرئيل الحديثة ' و ' المرأة الرجل ' ، و عرفت بجبروتها فمن مقولاتها الشهيرة :كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً واحداً على قيد الحياة ' !!

إنها جولدا مائير المرأة التى وصفها الكاتب الإسرائيلي ' بوعز أبل باوم ' بأنَّها : ' كانت منافقة ، تجيد التلون كالحرباء ' . ، ووصفها بن جوريون :بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية ' !!

وفي 8 ديسمبر من العام 1978 توفيت جولدا فى ال 80 من عمرها .

جولدا مابوفيتش ولدت عام 1898 م في روسيا ، كان أبوها نجاراً بسيطاً ، هاجر بهم إلى أمريكا عام 1906، وأثناء المرحلة الثانوية بدأت تظهر عليها علامات القيادة و السيطرة ، فنجحت في جعل زميلاتها يلتففن حولها ، ويجعلنها مستشارتهن الخاصة !!


تخرجت جولدا مائير في معهد المعلمات وعملت في التدريس ، وأثناء هذه الفترة انضمت إلى إحدى الجماعات الصهيونية النشطة ، ومن خلالها تعرفت على زوجها ' موريس ميرسون ' الذي كان من الأعضاء البارزين في الحركة . استطاعت بشخصيتها التسلطية إحكام قبضتها على 'ميرسون ' بالسفر إلى فلسطين ، بالرغم من رؤيته الخاصة بعدم جدوى السفر !!

و قد كتبت عن زوجها موريس : ' كان بطبعه العاطفي أقل تأكدا من الصهيونية مني ، فكان يحلم بعالم يسوده السلام ' .

و تولت وزارة الخارجية بعد حرب 1948 ، ثم تولت رئاسة وزراء اسرائيل في الفترة من 1969 و حتى 1974 ، و أعدت من زعماء اسرائيل بعد نكسة 1967 ، لتذوق بعد ذلك مرارة الهزيمة في حرب أكتوبر 1973 التي قالت عنها : ' كانت كارثة ساحقة و كابوس سيظل باقيا معي على الدوام ' ، كابوس اضطرها للإستقالة من منصبها .

لقد أعمى حلم إقامة الدولة عيون جولدا ، فآمنت بأنَّ فلسطين لهم ، وبأنَّ العرب ليسوا موجودين أصلاً ' .

و عن نشأة اسرائيل تحدثت جولدا قائلة : أن حل المسألة اليهودية كان في حصول اليهود مرة ثانية على وطن لهم ، لا يمكن إلا أن يكون أرض صهيون ، التي كانت و هي طفلة صغيرة حتى نهاية الحرب العالمية الأولى مقاطعة مهجورة و مهملة في الإمبراطورية العثمانية تدعى فلسطين '.

و يتضح من كلامها استمرار إدعاءاتهم بأن فلسطين أرضهم و الذي أثبت التاريخ كذب إدعاءتهم ، إما عن كونها مهجورة فهذا يتسق مع نزعاتهم السامية أنهم شعب الله المختار ، لدرجة أنهم لم يستطيعوا رؤية شعب فلسطين صاحب الأرض الأصلي و رأوا الأرض خالية .

فقالت جولدا : ' اليهود أول شعب اختار الله ، و كان اختيارهم هذا ما جعلهم شعب فريدا من نوعه '

و هي القائلة ' لا يوجد شعب اسمه فلسطيني'!! و أن أمثال بن جوريون و اسحق بن زفي ' هم الفلسطينيون ' لمجرد أنهم ولدوا لأباء مهاجرين لفلسطين .

كتبت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل مذكراتها بعنوان ' حياتي ' و ترجم إلى العربية بعنوان ' اعترافات جولدا مائير ' ترجمة عزيز عزمي خبير الشئون الإسرائيلية ، يحوي هذا الكتاب انعكاس لفكر القادة العليا في اسرائيل و مرجعا للصراع العربي الإسرائيلي ، و يتضمن أسرار هامة حول حرب أكتوبر المجيدة .

تحدثت عن حرب أكتوبر قائلة : ' سأظل أحيا بهذا الحلم المزعج لبقية حياتي ، و لن أعود نفس الإنسانة مرة أخرى التي كنتها قبل حرب كيبور ' .

و قالت فى اعترافاتها : ' كان التفوق علينا ساحقا من الناحية العددية ، سواء فى الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال ' ، و أضافت ' كنا فى انهيار نفسى عميق ' ، و أن فى اليوم التالى للحرب أبلغها ديان بمدى سوء الوضع فى سيناء ، و عرض عليها الإنسحاب و إقامة خط جديد للدفاع ، و إنه عرض عليها استقالته 3 مرات .'

و أنها فى يوم 10 أكتوبر اتصلت بسفير اسرائيل فى الولايات المتحدة الساعة 3 صباحا ، تطلب منه تدخل أمريكا و عمل جسر جوى لإنقاذهم ، و عندما أخبرها أنه لا يستطيع أن يتصل بأحد فى هذا الوقت ، غضبت و صرخت فيه قائلة : ' لا يهمنى ما الساعة الآن .. أطلب كسينجر فورا ' .

و تحدثت جولدا أن هذا الجسر الجوى سبب فى رفع معنوياتهم و بذلك وضح الموقف الأمريكى أمام الاتحاد السوفيتى ،و أنها بكت لأول مرة منذ بدأ الحرب عند وصول الطائرات الأمريكية ، و كانت تقول أنهم أول مولود للأمم المتحدة .

و كشفت وثيقة شهيرة من وثائق حرب أكتوبر السرية الأمريكية هى محضر اجتماع سري بين كيسنجر ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير ليلة صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 لوقف إطلاق النار .

إن جولدا من طالبت بذلك قائلة ' أنقذوا إسرائيل ' و ليس كما زعم كسينجر أنه ضغط عليها .

و عن قرار التقسيم الذى قاطعه الفلسطينيون و العرب و حضرته جولدا قائلة ' كالعادة رفض العرب و التعاون ، و جلست مع أعضاء اللجنة و أفزعنى جهلهم بحقائق الموقف و التاريخ ، و تحتم علينا أن نشرح لهم بسرعة ' هكذا كان يتصرف الإسرائيليون ليوهموا الغرب بأن فلسطين حقهم التاريخى الأصيل و يكسبون التعاطف مع قضيتهم .

و كانت ترى ياسر عرفات مجرما عتيدا يسعى هو و حركته منظمة التحرير الفلسطينية لتدمير إسرائيل مشيرة أنه إرهاب عربى !!

وكانت ترى أن هتلر سيئا لأنه حرم اليهود من حقوقهم المدنية و السياسية ، و كانت تقول عن نشأة اسرائيل ' لا يكفى لشعب ضعيف أن يعرض فقط عدالة قضيته ' ، إلا ينطبق هذا على فلسطين أم أنهم حقا بالنسبة لها غير موجودين ليستحقوا تلك الحقوق .

و عن اللاجئين الفلسطينين كانت ترى أوضاعهم مهينة و أنه من الواجب إعادة توطينهم و أن من السهل على الدول العربية أن تقوم بذلك ' و هذا بالطبع ليتخلصوا منهم و يستولوا على الأرض بشكل كامل ، و يلقوا قضية اللاجئين على عاتق العرب .
و فى ختام كتابها قالت ' لا يهمنا العالم و الدول الكبرى ، و ما يهم فقط هو رؤيتنا نحن الإسرائيلين ' .

رابط التحميل



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق