حول الكتاب
ظهرت مؤخرًا مصطلحات تعبوية أخلاقية مثل: "ثقافة السلام وثقافة الحرب" ليست لها قيمة تحليلية أو تفسيرية كبيرة، فهي مصطلحات تخلق الوهم بوجود شيء عملي أخلاقي مطلق اسمه "السلام" مقابل شيء آخر غير عملي لا أخلاقي مطلق يسمى "الحرب"، ولا يوجد أي منهما داخل أي سياق إنساني أو تاريخي أو اجتماعي. وقد تم تحميل مصطلح "ثقافة السلام" بكل الإيحاءات الإيجابية (الأخلاقية والعملية) الممكنة وأصبح الحديث عن "الحرب" مهما كانت أسبابها ومهما كانت الدوافع وراءها (مثل الحرب من أجل تحرير الأرض والذات على سبيل المثال) أمرًا سلبيًا وشكلًا من أشكال العنف.
وبعد عملية الاستقطاب والتبسيط هذه تطرح أسئلة بسيطة من نوع: هل أنت مع إسرائيل أم ضدها؟ هل أنت من دعاة ثقافة السلام أم من دعاة ثقافة الحرب؟ والأسئلة ذاتها تنم عن عملية اختزالية، فهي تفترض أن العالم مربعات بيضاء وسوداء، وأن المعرفة يتم الوصل لها من خلال الاختبارات الموضوعية التي يجيب عليها الإنسان بنعم أم لا.
وهذه الدراسة تحاول أن تتجاوز هذه الاختزالية، فنحن- والحمدلله- لسنا من دعاة الحرب ولا من دعاة السلام، وإنما نحن من دعاة إقامة العدل في الأرض. ونحن كبشر نفضل- بلا شك- أن يقام العدل بالطرق السلمية ومن خلال قرارات هيئة الأمم المتحدة إن توفرت السبل إلى ذلك، فإراقة الدماء بدون مبرر مذبحة. ولكن إذا لم تتوفر السبل السلمية، فهناك طرق مشروعة أخرى، تعترف بها المواثيق الدولية، للدفاع عن الأرض والذات، مثل المقاومة المسلحة.
وسنركز في هذه الدراسة على ما يسمى التفكير التآمري والاتجاه نحو التخصيص الذي عادة ما ينسب لليهود قوى عجائبية ويزعم أن "يد اليهود الخفية" في كل مكان تقريبًا. وذلك من خلال تسعة فصول هي: [الفصل الأول: المؤامرة اليهودية عبر التاريخ، الفصل الثاني: الحركات اليهودية الهدامة حتى نهاية القرن الثامن عشر، الفصل الثالث: الحركات اليهودية الهدامة في العصر الحديث، الفصل الرابع: الثورة الاشتراكية اليهودية، الإباحية الجنسية اليهودية، الفصل السادس: الجرائم اليهودية، الفصل السابع: العبقرية اليهودية، الفصل الثامن: هيمنة اليهود على السياسة والإعلام، الفصل التاسع: في الاختزال والتركيب].
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق