حول الكتاب
تعرض مؤلفة الكتاب غريس هالسل للمنطلقات الفكرية للحركة الصهيونية المسيحية و المنظمات الدينية التي تعمل تحت ظلال كنسية من أجل ترويج أفكارها وبالتالي تكوين ضمير ديني جماعي بوجوب دعم اسرائيل تحقيقاً لنبوءات مستخرجة من التوراة بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية لاسرائيل في فلسطين وفي الوطن العربي.
ولعل مايعطي الكتاب أهمية خاصة هو أن مؤلفته مسيحية انجيلية نشأت في بيت مؤمن بالحركة التدبيرية والمسيحية الصهيونية وكانت من أتباعها.
والكتاب من القطع المتوسط جاء في 232 صفحة ، ترجمة محمد السماك وهو من أوثق المفكرين العرب علاقة مع المؤلفة غريس هالسل ، ترجم لها كتابيها "يد الله" و " النبوءة و السياسة" الذي نقدم عرضاًَ له و الذي يبدأه المترجم بمقدمة خاصة للطبعة الخامسة والتي يستعرض فيها المقابلة التي أجراها معه الأستاذ أحمد منصور عبر قناة الجزيرة بعنوان " المسيحية الصهيونية و الاختراق الصهيوني للمسيحية" ، وفيه تحدث السماك عن طبيعة الدور الذي لعبته غريس هالسل في كشف معالم الصهيونية المسيحية كأول دور من داخل أميركا يكشف مدى تغلغل هذه الحركة الدينية في المجتمع الأمريكي وكان أول صوت انجيلي يرفع ضد هذه الحركة الانجيلية التي أطلقت على نفسها اسم "الصهيونية المسيحية" .
كما يبين لنا السماك بداية ظهور نظرية جديدة تقول: "ان الله يريد عودة اليهود إلى فلسطين لعبادته من هناك ، لأنه يحب أن يعبد من هناك " هذه النظرية التي استعملها اليهود أساساً للهجرة اليهودية إلى فلسطين ، فهذه النظرية تقول أن للمسيح عودة ثانية وأنه لن يظهر إلا وسط مجتمع يهودي وانه لن يعود إلا في صهيون . ومن أهم معتقدات هذه الحركة تعجيل الحروب حتى تعجل بعودة المسيح المعتقد بأنه سيظهر بعد معركة هرمجيدون النووية" نسبة إلى سهل مجيدو في فلسطين" ولذلك نرى اهتمام هذه الحركة بالشرق الأوسط والسعي للسيطرة على الادارات الامريكية للتأثير على قرارها المتعلق بالشرق الأوسط .
ومن معتقدات هذه الحركة أن قيام دولة اسرائيل عام 1948 كان المؤشر الأول من ثلاثة مؤشرات على تحقيق الإرادة الإلهية بالعودة الثانية للمسيح ، وكان المؤشر الثاني احتلال القدس عام 1967 ، أما المؤشر الثالث المنتظر فهو تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
يبين لنا المترجم في المقدمة الجديدة التي أوردها في الطبعة الخامسة أن الأصولية الانجيلية المتصهينة لاتقتصر على مجرد تقديم تفسيرات معينة لمفاهيم دينية محددة ، ولكنها تحاول أن تصنع المستقبل وفقاً لهذه التفسيرات، وذلك من خلال الموقع الممتاز الذي تتبوؤه في مصنع القرار الامريكي.
وفي مقدمة الطبعة الثالثة يظهر لنا المترجم أهمية هذه الدراسة في بيان عمل مؤسسات و أشخاص داخل أمريكا والكيفية التي يتم بها جمع الأموال وإثارة الرأي العام والدفاع و التنسيق مع الحكومة الاسرائيلية ، ويلقي هذا الكتاب الضوء على مسألة الصراع بين الحركة المسيحية الصهيونية و الكنائس المسيحية الأخرى التي تتخذ مواقف مناقضة إلى حد كبير.
أما في مقدمة المؤلفة غريس هالسل فتتحدث فيها المؤلفة عن حياتها ونشأتها في بيت مسيحي يؤمن بأن تاريخ الانسانية سوف ينتهي بمعركة هرمجيدون النووية التي سوف تتوج بعودة المسيح ، وتخبرنا كيف كانت معرفتها بالشرق الأوسط تنطلق بشكل أساسي من الكتاب المقدس شأنها بذلك شأن أغلبية الأمريكيين ، وكيف فوجئت عند زيارة فلسطين بأن فلسطين ليست أسطورة لكنها أرض تخص فلسطينيين عاشوا فيها طوال الألفي سنة الماضية، وهي حقيقة مغيبة عن الشعب الأمريكي .
وتشير المؤلفة إلى مدى تأثير أشخاص مثل "هول لندسي" مؤلف كتاب " آخر أعظم كرة أرضية" وتأثير الحملات التبشيرية الانجيلية التلفزيونية التي ترسخ في عقول الشعب الامريكي فكرة أن الله قضى علينا ان نخوض غمار حرب نووية ومدى تأثير هذه الأفكار على الادارات الامريكية كإدارة "رونالد ريغان" المتحمس جداً لهذه الأفكار و الذي لم يتوان في التعبير عنها أكثر من مرة في أكثر من مناسبة.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق