حول الكتاب
إنها رواية عواصمية أولاً، بما أنها ترسم حدود تنقلاتها بين كل من بيروت وباريس والبرازيل وفيينا والشام وحلب وغيرها، ولا ضير في ذلك، لكن المهم هو مدى توظيف هذه الفسَح الجغرافية في تشكيل النص الروائي، وكذلك فهي رواية العشاق الذين لا يأبهون بطبيعة مغامراتهم العشقية، من جهة النمذجة، وما يمكن للحدث أن يمثّله من قيمة فنية تضفي على النص ذلك البعد الفانتازي والأدبي الجدير بالمتابعة والتروي في المقاربة النقدية لها ثانياً.
في هذا السياق، وبحسب تقديري، وكما تابعتها كغيري، وبنوع من التذوق البحثي والفنّي الخاص، في أعمالها السالفة، يمكن للذين يكونون مرضى العشق الفاشلين تماماً، ومن يعاني من شح في ملَكَة الخيال، وضمور في الشعور، بعيداً عن إشكاليات العلاقة الحبّية، أن يقتبسوا صفحات وصفحات من هذه الرواية، مستسلمين لكسل متأصل في نفوسهم، ثم ليكون المقبوس هنا وهناك بمثابة الطُّعم للإيقاع باللواتي لا يتورعن عن الاستجابة، أو بالعكس..
ومن جهة ثالثة، حين نكون إزاء كذبة فنية كبرى، وأشدّد على هذه العبارة، تلك التي يمتزج فيها الحب العنيف، أو تبرز دراما القلوب المدنفة بالحب، وفي أمداء جغرافيات ومدن، وتحت الأضواء، حيث البطر ملحوظ، بجوار أجساد معنَّاة لا تكشف عن حقيقتها إلا تالياً، مع موضوعات أو مشاهد عن الثورة والعنف والإرهاب الأصولي ‘ الإسلامي’ في الجزائر، وذلك في مطلع هذا القرن، إبّان اجتياح الأمريكان للعراق، وأخبار عن الاغتيالات، والمطاردات بين المدن، حيث المدينة ‘ قسنطينة’ هي الدائرة الساخنة’، لجعل الموضوع الروائي جديراً بتنسيبه إلى دائرة الأدب الأكثر قابلية للتداول، ومن ثم لاعتماده في عالمنا اليوم، أي كنتاج قريحة معذَّبة في العالم العربي، قابضة على جمر الوطن، وهي خارج حدوده.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق