حول الكتاب
يصف الدكتور شاكر النابلسى وقع الكتاب عليه وعلى جيله من الشباب بقوله: "كنت أعيش فى بلدة صغيرة، تبعد عن عمَّان العاصمة، مسافة ربع ساعة بالسيارة.. فى تلك الفترة استطعنا أن نقرأ المازنى وأحمد أمين وطه حسين، وميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ونحفظ قصائد شوقى وحافظ إبراهيم، والأخطل الصغير، ومطران. وفى يوم ما، عاد صديق لنا من زيارته للقاهرة، وكان يحمل معه كتابًا جديدًا لكاتب لم نسمع به من قبل، وقبل أن نطلع على عنوان الكتاب قال لنا: إن هذا الكتاب قد أثار ضجة فى القاهرة، وأقام عليه الأزهر والسلفيين الآخرين. وأخرج صاحبنا الكتاب من جيبه، ورماه على الطاولة التى أمامنا، فقمنا ثلاثتنا نتخاطفه، ولمحت أنا اسم الكتاب بسرعة: "من هنا نبدأ" وفى أعلى اسم مؤلفه: "خالد محمد خالد".
كان اسم الكتاب يوحى للحظة الأولى بأن الكتاب جديد فى مضمونه، وجديد فى طرحه. "من هنا.. نبدأ". إذن، فنحن لم نبدأ بعد. والبداية ستكون من تاريخ صدور هذا الكتاب.. وقرأت الكتاب كلمة كلمة، وحرفًا حرفًا.. وهدم الكتاب فى عقلنا أفكارًا كثيرة، وبنى أفكارًا كثيرة أخرى. فرّقنا وجمعنا، شتّتنا ولمّنا، مزقنا ولصقنا، حيّرنا وهدانا، شكّكنا وزاد من يقيننا، أبعدنا وقرّبنا، ارتفع بنا وانخفض بنا، طوّحنا، وفجرّ فينا أشياء كثيرة، ثم فجّرنا، وأحالنا إلى العقل.. ودار نقاش طويل حول الكتاب. لا حديث لنا على مدار أكثر من شهرين، إلا هذا الكتاب وهذا الكاتب. وبدأنا نتتبع أخبار الكتاب والكاتب، والكتابات الكثيرة التى كُتبت حوله بين ساخط وراض، ناكر ومعترف، راشد وتائه، حاقد ومخلص، أمين ومخادع، سلفى ومستقبلى. وانتظرنا ما ستأتى به الأيام]…
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق