قيم من التراث - زكي نجيب محمود


حول الكتاب

إن القيم التي كانت تنتظم حياة أسلافنا هي كثيرة، فكراً وسلوكاً، وبإمكاننا أن نستعيرها لحياتنا المعاصرة، لتكون هي الحلقة الرابطة بين ماضي وحاضر، وهذا هو مدار الحديث في هذا الكتاب وذلك من خلال مقالة يقصر الحديث فيها على إحداها يتعقبها تحليلاً وتوضيحاً، مبيناً كيف كانت منزلتها في فكر السلف، وكيف يمكن امتدادها إلى حياتنا الفكرية الراهنة، فتصبح إحدى همزات الوصل التي تجعل من الحلقات سلسلة متصلة أولاً بآخر، والقيمة التي وقع عليها الاختيار لتكون مدار النظر، هي الطريقة الإدراكية التي يرى الباحث أنها كانت نهجاً مأثوراً عند آبائنا العرب والمسلمين، حيث يزعم بأن طريقتهم في التفكير لم تكن تصعد من الشواهد الجزئية، والأحداث الجارية، إلى المبدأ العام الذي يستقطبها، بل كانت تهبط من مبدأ يفرض نفسه عليهم فرضاً، ليستخرجوا منه ما يستخرجونه من قواعد للفكر والسلوك، على أن مصادر ذلك الإلزام نتعدد، فإما أن يكون المبدأ المفروض ملزماً لكونه وحياً من السماء، أو إلهاماً بفكره، أو حدساً (بالمعنى الاصطلاحي لكلمة حدس، وهو أن يكون الإدراك عياناً عقلياً مباشراً) أو أن يكون ملزماً لأنه تقليد راسخ، أو عرف بين الناس تواترت به الأعوام، وسيضرب الباحث للقارئ في مقالته هذه أمثلة من مجالات التفكير على اختلافها، ليرى كيف كانت الحركة هابطة من العام إلى الخاص، لا صاعدة في الخاص إلى العام، لا فرق بين أن يكون المجال مجال علم رياضي أو طبيعي، أو أن يكون مجال أدب أو فن، أو مجال لغة أو تشريع، ففي جميع الحالات، كان العقل العربي يلمع أولاً بالمبدأ العام، ثم يتدرج منه نزولاً إلى تفصيلات التطبيق.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق