حول الكتاب
يعدّ كتاب «جون رولز» الأستاذ في جامعة هارفرد، برأي النقّاد من أهم الكتب التي صدرت لبناء نظرية في العدالة، والعدالة هي الفضيلة الأولى للمؤسسات الاجتماعية، كما هي الحقيقة للأنظمة الفكرية.. وإنها تحقق الانسجام بين الإنسان والطبيعة، بين الإنسان والآخر، وبين الإنسان ونفسه. دعا «كانت»، مواجهاً ما كان سائداً في أوروبا، إلى المساواة بين أفراد المجتمع، وإتاحة الفرص أمامهم لتطوير مواهبهم والإمكانات الكامنة فيهم، رافضاً جميع ضروب الامتيازات الطائفية والعائلية والطبقية. أما «رولز» فقد ذهب إلى أبعد من ذلك في رفضه للظروف الطبيعية والاجتماعية التي تجعل من هم أكثر حظاً يتنعمون على حساب من هم أقل حظاً.
يحتل مفهوما الحرية والمساواة الركيزة الأساسية لأية نظرية سياسية، وهما يشكلان المبدآن الأوليان في نظرية «رولز». إن الحرية في الاختيار أكثر أهمية من الذي نختاره، لذلك يجب وضع القوانين التي تحمي القدر الأكبر من الحرية، ولا يجب التضحية بالحرية مقابل منافع اقتصادية واجتماعية أكبر، وإذا كان لا بد من التضحية ببعض الحرية فهذا من أجل الحرية نفسها. لكن عاقبة الحرية التي لا مفر منها هي اللامساواة. إن الناس ليسوا متساوين في إمكاناتهم وفي جهودهم المبذولة في سوق تنافسية. ويعتقد الليبراليون أنه ليس من مهام الدولة تصحيح الآثار الناجمة عن اللامساواة. إنهم يعطون الأولوية للحق على الخير. فالخير بنظرهم هو الاختيار الفردي الحر، والحق هو الدفاع عن تلك الحرية. إن الحقوق أساسية وغير قابلة للانتهاك حتى وإن تعارضت مع الخير العام. بالمقابل ترى الديمقراطية الاجتماعية وجوب تقدير الحرية الفردية، لكن ليس إلى درجة استبعاد المسؤولية الاجتماعية أو العدالة. فالعدالة تعني الفرص العادلة والمتكافئة للجميع من أجل تحقيق خيرهم، وحماية أولئك الذين يخفقون.
رابط التحميل
رابط بديل
0 التعليقات:
إرسال تعليق