تلخيص منطق أرسطو - ابن رشد (5 أجزاء)

4


يبقى المنطق ذاك المحور الذي تحوم حوله وتدور العلوم الفكرية كافة، لا بل وآدابها أحياناً، فإذا ما رام الدارس الإلمام بجوانب العلوم ومناهجها المتمايزة: كان لا بد له من العودة إلى المنطق، وهو الأسّ السليم والمتين، لولوجها وإجلاء سواترها. وهنا تكمن أهمية هذا الكتاب لتلخيص منطق أرسطو وعبر ابن رشد بالذات، فقد جمع بين كل المذاهب والمدارس، هو الذي اعتبره الباحثون الشارح الأكبر لفكر أرسطو في الخواتم.

وقد استهل جيرار جهامي في كتابه بمقدمة كانت بمثابة دراسة تحليلية قام بها لمساعدة القارئ على تكوين فكرة شاملة عن شرح منطق أرسطو لابن رشد. وذلك لأن النص الرشدي كان متشابك الألفاظ، عويص المعاني، متفرع المسائل، وذا أبعاد واسعة، لذا فقد رأى الدكتور جيرار جهامي وضع هذا الدليل عساه يمهد لقراءة النص بعد التعرف على صاحبه وتثبيت معانيه المنطقية في أطرها العامة.

وهذه الأطر تتضمن: نبذة عن ابن رشد نفسه، منهجيته المميزة في معالجة المنطق الأرسطي شكلاً ومضموناً، لمحة عن شراح أرسطو الذين استعان بهم لوضع تلخيصه في المنطق، مفهومه الخاص لهذا المنطق، وما استعمله في سبيل شرحه وتطويره من مبادئ وأسس ونظريات. لكن هذه المقدمة تبقى ذات وجهين: أنها تُقرأ مسبقاً، وقبل الاطلاع على النص، لتلقي بعض الضوء على جوانب رئيسية من المنطق الأرسطي لدى ابن رشد الشارح، لكنها تُقْرأ أيضاً بعد مطالعة النص الوافية لأنها جاءت عند المؤلف وليدة تحليل شامل لنص التلخيص. جاءت نتيجة طبيعية لتحليل وتمحيص وتدقيق مجمل نصوص منطق أرسطو، والشروحات التي أضافها ابن رشد عليها.

لذا فقد بدأ الدكتور جيرار جهازي عمله أولاً بتحقيق النص المخطوط بعد قراءته ومقابلته بين المخطوطات لتثبيته، وبعد مقارنته مع ترجمات نص أرسطو لإجلاء معانيه، منتقلاً بعد ذلك من ثم إلى وضع فهارس المصطلحات المنطقية لتسهيل مهمة التحليل والتقميش، أخذاً بعد ذلك بتحليل النص بتناوله فصلاً فصلاً وفكرة فكرة للوقوف على دقائقه كافة، ولإبراز نظره ابن رشد المتطورة إلى المنطق الصوري عامة، وإلى المنطق الأرسطي بخاصة، منتهياً بعد قطعه هذه المراحل إلى وضع هذه المقدمة التحليلية تتويجاً للدراسة الطويلة.

فعمل الدكتور جهامي يقع في أجزاء وأقسام وفصول، لكنه يبقى وحدة لا يتجزأ. وذلك أن تحقيق النص وفهمه وفهرست مصطلحاته وتحليل معانيه، أمور متعددة درست في آن معاً ثم رتبت أجزاءً وأقساماً وفقاً منطقي جاء على الشكل التالي: المجلد الأول: مقدمة تحليلية، تصدير عام حول تحقيق المخطوطات، فهارس الأسماء والمصطلحات، مصادر ومراجع. المجلد الثاني والثالث: كتاب قاصيغورياس وباري أرميناس أو كتاب المقولات والعبارة. المجلد الخامس: كتاب أنا لوطيقي الثاني أو كتاب البرهان. المجلد السادس والسابع: كتاب طوبيقي وسوفسطيقي أو كتاب الجدل والمغالطة.


رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق