حول الكتاب
لا جدال في أن التفكير يؤدي إلى انواع من الرضاء والإثارة، غير أننا لا نفكر من أجل مجرد الإحساس بمتعة الفكر ، بل من أجل فهم أعمق للحياة ، ومع أننا لا نفكر لأننا مضطرون لذلك، فإن التفكير يسفر عن اكتشافات مثيرة أحيانا، كما ان أغلب الأفكار السياسية ، إن لم تكن كلها ، تقوم على أساس مفهوم معين للطبيعة البشرية. وليس صحيحا انه من الممكن تعلم التفكير ، إذ أن العملية برمتها تعتمد على الجهد الذاتي للمرء، علاوة على ان الفكر عمل شخصي إلى أبعد حد ، كما أنه يتطلب التصرف بأسلوب عقلاني جاد وضبط النفس. وهذا الكتاب لا يستهدف مجرد أن يقرأ ،بل وان يستخدم من خلال المناقشة والكتابة ، وإمعان الفكر والتأمل طويلا، كما انه يمكن أن يكون عونا في دراسة تاريخ النظريات السياسية ، ومساعدة القارئ على كسب فهم أعمق لكبار المفكرين والغوص في أعماقهم واذهانهم ، ذلك أن هدف الكتاب ، هو حث القارئ على الانهماك في حركة عقلية مستمرة ، وان يشعر بحريته في توجيه أية أسئلة أخرى ، غير تلك التى تقابله فى صفحات هذا المؤلف .
0 التعليقات:
إرسال تعليق