إصبع غاليليو - بيتر أتكينز


حول الكتاب

لماذا اصبع غاليليو؟ يمثل غاليليو معلماً لنقطة انعطاف اتخذ فيها البحث العلمي اتجاهاً جديداً، فعندها نهض العلماء -وهذا مصطلح كان، في ذلك الوقت، ينطوي على مفارقة تاريخية بالطبع- من على كراسيهم يتساءلون عن فعالية المحاولات السابقة لتعرف طبيعة العالم بواسطة الفكر والمحاكمة النظرية، وليمشوا أولى خطواتهم المضطربة في مسار العلم الحديث، وإذ ذاك، صاروا يرفضون كل الحجج النظرية التي لا تدعمها التجربة، ومع أنهم لم يبتعدوا كلياً عن تخميناتهم النظرية وتأملاتهم الداخلية، فقد عقدوا تحالفاً جديداً، أكثر قوة، مع تقنية النهج التجريبي الذي يمكن التحقق من صحته علانية. نحن نرى هذه السمة لإصبع غاليليو بارزة في جميع مياديننا العلمية الحالية. نراها في الفيزياء، التي كانت أول موضوع ظهرت فيها تلك السمة، وفي الكيمياء التي وجدت السمة طريقها فيها في بواكير القرن التاسع عشر، وفي البيولوجيا، وبخاصة منذ أن توقفت البيولوجيا عن مجرد كونها مصدراً لإثارة الدهشة والتعجب خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

واختصاراً، فإن هذا الكتاب يمجد فعالية الإصبع الرمزية لغاليليو، لأنها استطاعت أن تستل الحقيقة من بين ركام من الدعاوى. هذا وإن كون الإصبع الفيزيائية لغاليليو هي وحدها التي بقيت على حالها، في حين ازدهر ما تحدر من تقنياته، فإن هذا، أيضاً. رمز لكون الوجود الشخصي حدثاً عابراًن خلافاً لخلود المعرفة. لذا فإن إصبع غاليليو وحده، ولم يكن الأول، في تقديم هذه الطريقة في استكشاف المعرفة، لكنه كان بارزاً جداً في تاريخ الأفكار، وهذا يجعل من المعقول أن نتبناه بوصفه رمزاً للنهج العلمي الحديث. إن إحدى السمات لهذا النهج، الذي يتصف بفعالية مثيرة للدهشة في استخراج الحقيقة المتعلقة بالعالم، والذي يميز العلم من منافسه الرئيسي -الذي يعبر عنه، في النهاية، بأنه المحاكمة النظرية البليدة- هي مركزية التجربة. إن الدخول إلى العالم، وإجراء ملاحظات فيه ضمن شروط يمكن التخكم فيها بدقة، يقلل إلى الحد الأدنى من المكون الذاتي -غير الموضوعي- لفهمنا، ويخضع، من وجهة المبدأ، تلك الأرصاد للتدقيق والتمحيص من قبل الجميع.


رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق