حول الكتاب
عندما خطا نلسون مانديلا خارجاً من السجن إلى الحرية في العام 1990م، كانت البهجة واضحة في جنوب إفريقية وفي كل أنحاء العالم. ولكن الحرية الحقيقية لهذا الشعب تبقى حلماً بعيداً. لماذا؟ فمن جنوب إفريقية إلى الهند وإلى ما وراءها يقوم نظام اقتصادي جشع بالحكم على الملايين بالفقر، في الوقت الذي يقوم فيه رجال يعملون في مكاتب لائقة نائية بفرض نظام سياسي بلا رحمة ولا شفقة، مستعملين من أجل ذلك التعريفات الجمركية وأنواع الحظر التجاري، والقنابل والرصاص، وهم بعملهم هذا يشوهون لغة الحرية نفسها، ويتسببون في إيقاع معاناة لم يسبق لهم أن عرفوها، وفي إراقة دماء لم يسبق لهم أن شموا رائحتها.
في كتاب الحرية في المرة القادمة يصف جون بلجر كيف أن الناس الشجعان الذين يحاربون ليحرروا أنفسهم يلمحون الحرية في الغالب، ولكنهم يلمحونها ليروها تسلب منهم فقط. وهو يتحدانا في الغرب أن "ننظر في المرآة" إلى أفعال حكومات أنا لنبحث عن المصدر الحقيقي للكثير من فوق العالم وإنعدام الأمن فيه -وللإرهاب. فهم باسمنا -وبشكل مخادع في الغالب- يشتغلون وفق جدول أعمال خفي، مثلما جرى في دييغو غارسيا، وهي جزيرة كالجنة في المحيط الهندي، عمدت الحكومة البريطانية إلى طرد كل سكانها طرداً سرياً ووحشياً: لتمهد الطريق لقيام قاعجة أمريكية عسكرية ضخمة هوجمت منها أفغانستان والعراق.
وفي فلسطين، والهند، وجنوب إفريقية، وأفغانستان، وبريطانيا، والولايات المتحدة، فإن تقارير جون بلجر الحية -وهو شاهد عيان، ومقابلاته المتماسكة مع الأقوياء المدعومة بالبحث الشد\يد الدقة- تفجر أسراراً حكمامنا وأكاذيبهم، وتسلط ضوءاً كشافاً على الأحداث التي أودعت في الظلال بوساطة رقابة غير معترف بها ولكنها مع ذلك رقابة خبيثة فتاكة. وب‘نسانية، وبذكاء، وبعاطفة يحيي المؤلف الشعب الذي يرفض أن يكون ضحية، ويطالب بحرية هؤلاء الناس بتحد غير هياب.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق