يشكِّل كتاب التمييز الموسوي أو ثمن التوحيدية للباحث الألماني المتخصص في علم المصريات يان أسمان مساهمةً أساسيةً في قراءة الديانة اليهودية. يعرِّف أسمان التمييز الموسوي بأنه تمييز بين الحق والباطل في الدين، بين الإله الحقيقي والآلهة المزيفة، وبين العقيدة وعدم وجودها. مما يعني أن التمييز الموسوي هو، في الواقع، تمييز بين الأديان التوحيدية، أي التي لا تعترف بغير إله واحد فقط، وبين الأديان القديمة المتعددة الآلهة. بهذا المعنى يطاول التمييز الموسوي اليهوديةَ والمسيحيةَ والإسلامَ على حدٍّ سواء.
لكن الجديد في قراءة أسمان اعتباره أن أصل الحضارة الغربية مستمد، بالدرجة الأولى، من الحضارة الفرعونية المصرية التي وصلت إلى الغرب من طريق الحضارة اليهودية – المسيحية والحضارة الإغريقية. وهو يدلِّل على فكرته هذه بالإشارة إلى أن جوهر حضارة التوراة والإنجيل مقتبس من الحضارة المصرية، إذ يرى أن موسى رجل مصري نشأ وترعرع وتربَّى في أحضان الحضارة المصرية، وكانت ثقافته وحكمته مصريتين بالكامل. لم يكن موسى أول مَن نادى بالتوحيد؛ فقد سبقه إليه أخناتون، أحد فراعنة مصر، الذي أنكر جميع الإلهة، ماعدا الإله آتون، روح الشمس، الذي رمَزَ إليه بالقرص الشمسي.
رابط التحميل:
0 التعليقات:
إرسال تعليق