حول الكتاب
في هذه المحاضرات يعيد إيكو صياغة قضايا التأويل مركزا على معطيات تطبيقية عرفت بانتمائها إلى ما يطلق عليه بالتفكيكية أو التأويل المضاعف، و أخرى تدرج نفسها ضمن ما يطلق عليه إيكو بالسميوزيس التأويلية. وحول هذين التصورين تتمحور كل القضايا النظرية والتطبيقية الواردة في هذا الكتاب وإليها أيضا تستند مقترحاته الجديدة.
ينطلق إيكو، في معالجته لقضايا التأويل، من تصور بالغ الأصالة والعمق. تصور يرى في التأويل وأشكاله صياغات جديدة لقضايا فلسفية ومعرفية موغلة في القدم. فمجمل التصورات التأويلية التي عرفها قرننا هذا لا تفسر إلا بموقعها من" الحقيقة" كما تصورها الإنسان وعاشها وصاغ حدودها أحيانا على شكل قواعد منطقية صارمة، وأحيانا أخرى على شكل إشراقات صوفية واستبطانية لا ترى في المرئي والظاهر سوى نسخ لأصل لا يدركه الحس العادي ولا تراه الأبصار. فـ "التطرف" أو"الاعتدال" في التأويل لا يفسران بما يقال في النص أو حوله، بل يجب البحث عن تفسير لهما فيما هو أعم وأشمل. ويتعلق الأمر بالعودة إلى وقائع لها علاقة بموقف الإنسان من العالم والله والحقيقة والمعرفة وبناء الحضارات وتأسيس المدن وتعيين العواصم وتخوم الأمبراطوريات وتعدد اللغات والثقافات.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق