المقاومة بالحيلة: كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم - جيمس سكوت


حول الكتاب

يسرد جيمس سكوت في كتابه القيِّم والمهم «المقاومة بالحيلة: كيف يهمس المحكوم من وراء ظهر الحاكم؟»، وتتمثل في اللعنات التي كان يصبها العبيد في جنوب الولايات المتحدة ضد «أسيادهم» البيض، وتوسلهم إلى الله أن ينتقم منهم. فها هي امرأة من السود تقول:

«يا سيدي الإله، إنني أتوسل إليك أن تحقق ما أتمناه لأعدائي، أن تجعل ريح الجنوب تترقب أجسادهم وتجعلهم أكثر بياضا ولا ترحمهم، وأن تجعل ريح الشمال تجمد الدم في شرايينهم، وتمزق عضلاتهم... إنني أتضرع لكي يصبح الموت والداء رفيقي عمرهم. أتضرع لكي لا يتضاعف عدد أجسادهم أو حجمه. أتضرع لكي يحدث لأبقارهم، لخرفانهم، لخنازيرهم، ولكل المخلوقات التي يمتلكونها، أن تموت جوعا وعطشا... يا سيدي الإله إنني أتوسل إليك أن تحقق هذا كله، لأنهم مسحوا بي الأرض، ومرغوني بالوحل والغبار، وحطموا اسمي الطيب، لأنهم حطموا قلبي، وجعلوني ألعن اليوم الذي ولدت فيه... آمين».

وقد بلغ التحايل مكانة ملموسة ووزناً محسوباً إلى الدرجة التي تعتمد فيها السلطة نفسها صيغا وأشكالا منها في سبيل الحفاظ على سيطرتها ومصالحها. فالحكام كثيراً ما يستخدمون التورية والتمويه في التعمية على شيء ذي قيمة سلبية، أو من شأنه أن يخلق وضعاً مربكاً إن تم الإفصاح عنه بشكل علني. ومن أمثال هذه التوريات أن يقال «فرض السلام» للتعبير عن الهجوم المسلح وما يصحبه من غزو واحتلال، واستخدام كلمة «العقوبة القصوى» للتعبير عن الإعدام، وجملة «معسكرات إعادة التأهيل» للتعبير عن السجون التي يُزج فيها المعارضون السياسيون. كما تزعم السلطة وجود «الإجماع» الظاهري للإيحاء بتوافر حال من الرضاء والقبول لدى الجماعات المحكومة، واستعمال الإجماع العقائدي الذي يتمثل في الالتزام الحزبي أو الانتماء الإيديولوجي أو التحسب للذات الملكية، في الوصول إلى النتيجة نفسها. وتستخدم السلطة أيضا «الاستعراض» لهذا الغرض أيضا، حيث يحرص القادة السياسيون وكبار المسؤولين على حضور الحفلات الرسمية والمسيرات وحفلات التتويج ومباريات كرة القدم. فالجميع، محكومون وحكام، في حاجة إلى المقاومة بالحيلة أحياناً.

رابط التحميل



شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق