حول الكتاب
الكتاب هو السابع المندرج في الجزء الرابع من رباعية هنري كوربان عن مشاهد روحية (عرفانية) وفلسفية للإسلام في الإطار الإيراني، كان شاهدها وشاهداً عليها، حين كان مشاهداً إياها. يلخص الكتاب السابع تحديداً الجوانب الأساسية لهذا المنظور الأضروي الذي مركزه شخص الإمام الثاني عشر" الإمام المستتر عن الأبصار والحاضر في قلوب الأخيار".
وهو رمز رائع يجمع كل فضاءل مثال أول يهيمن على القوى الكامنة في الوعي الشيعي، بحيث أن به يصير الغائب في هذا الوعي، الوشيك الظهور، ظاهراً منذ أكثر من عشرة قرون، فإن سيرة الإمام الثاني عشر وظهوراته هي تاريخ الوعي الشيعي، أو بالأحرى تاريخه القدسي، لأن كل الأحداث تتم على مستوى أحداث رؤيوية، لاهي، من التاريخ بالمعنى العادي للكلمة ولا من الأسطورة.
تبدأ هذه السيرة بولادة الإمام الثاني عشر، مقطع الخطوبة الروحية لأمه ، الأميرة البيزنطية نرجس، على الإمام الحادي عشر، علامة على الإنتباه الذي يوليه التشييع للمسيحية الذي لم يظهر بهذه الطريقة لدى أي فئة أخرى إسلامية، يفصح المقطع عن الإستشعار ب "مسكونية صميدها الباطن". بالإمام الثاني عشر تتم " عدة الإثني عشر إماماً " . حاضراً في الماضي وفي المستقبل في آن معاً، فهوخاتمة دائرة الهداية التي تخلف دائرة النبوة، وهو كذلك خاتم الفلسفة النبوية وفلسفة التاريخ الشيعية. الزمان الحاضر لغيبته هو زمان " مابين الأزمان" الذي سيدوم حتى خروجه الذي يؤشر الى نفاد دهرنا، هذه الغيبة هي العاصم من أي جمعنه أو تمدية للأمور الروحية.
وشخص الإمام الثاني عشر ودوره هما في تناسب مع فكرة المخلص أوالمغيّر النهائي لصورة العالم (ال شوشيانت) لدى فارس الزرادشتية. وقد أمكن القول أن الأخلاقيات الزرادشتية عبّرت عن نفسها بنوع من جماعة فروسية. وكذلك، تحلفت حول شخص الإمام الثاني عشر فكرة فروسية روحية، وصلت من جهة، بين أخلاقيات إيران القديمة الزرادشتية وأخلاق إيران الشيعية، واقامت، من جهة أخرى زين فروسية إيران الإسلامية هذه، والفروسية الغربية صلة كان قد جرى التمهيد لفكرتها منذ القرن الثاني عشر.
وكما أن مفكرين شيعة (تلميذ لميرداماد على سبيل المثال) يماهون إسمياً الإمام الثاني عشر بالمجدّد عند الزرادشتية، فإن مرويات شيعية تماهي الإمام الثاني عشر بالبرقليط المبشّر به في إنجيل يوحنا، هاتان الواقعتان تهيمنان على كل محتوى هذا الكتاب السابع، حيث يمكن الظواهري على أن يستخلص منها المضامين الكامنة.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق