حول الكتاب
إن فؤاد زكريا فى هذا الكتاب- وهو عينة من كتاباته- يختار بكل وعى أشكال الثقافة التى يدعو إليها, فهو ضد (ثقافة الجريمة والجنس, والثقافة المشوهة للقيم الإنسانية), وضد ثقافة (التبعية والمحاكاة الممسوخة), لكنه مع الثقافة الراقية والعلمية مهما كان مصدرها, فهو يختار بوضوح لا يعرف اللبس أى نوع من الثقافة يدعو إليه.
عندما يتحدث الكاتب عن الأصالة والمعاصرة فى ثقافتنا العربية, فإنه ينقد المفهوم السائد, ويطرح مفهوما بديلا هو "الاتباع والإبداع", فيضع قواعد جديدة لمنطلقات جديدة للنقاش. فالقضية بالنسبة إليه ليست أصالة ومعاصرة, حيث يلعب (الزمن) عنصر الترجيح, لكنها الاتباع والإبداع, حيث تلعب (المصلحة) عنصر الترجيح. ومصالح الأمم لا يختلف عليها كثيرون, فالأمة يجب أن تكون قوية أمام أعدائها بالعلم, كما أن أمن الأمة يعزز بالعدل بين أبنائها, وبالتوزيع الأفضل للثروة والعدالة الاجتماعية. وهذه أهداف يحتاج تحقيقها إلى مبدعات تواكب الزمن.
وقد رتبنا الموضوعات- وهى بعض ما كتبه فؤاد زكريا فى "العربى" عبر سنوات طويلة- فى ثلاثة ابواب مترابطة هى: واقع الثقافة العربية, والفكر والممارسة فى الوطن العربى, وأضواء على العالم المعاصر من منظور عربى. فهذه الباقة من الموضوعات المختارة للكاتب والموضوعة بين دفتى كتاب, ربما شجعت بعض المهتمين لتقديم دراسة أوسع وأعمق لعمل هذا الكاتب وفكره ومساهماته المبدعة فى الثقافة العربية المعاصرة. أما قراءة الموضوعات من جديد فهى حقا تترك لديك من الأفكار ما لم يخطر فى بالك من قبل. وتلك هى الإضافة.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق