حول الكتاب
إن السؤال الذي طرح نفسه في المقام الأول هو التالي: أنستطيع عند الحديث عن دون جوان أن نتكلم عنه باعتباره اسطورة؟ فمن المهم طرح هذا السؤال لسببين أولهما: انعدام اليقين في مفهوم الأسطورة ذاتها، وميوعة هذا المفهوم، والثاني: الموقع الخاص لتلك القصة التي تروي منذ أكثر من ثلاثة قرون عن نوعي النساء، والضيف الحجري. وهل تحق لنا أن ندرج دون جوان في طائفة الأساطير التي صنفها وحددها إيلياد روليفي شتراوس، أو فيرنان، بين أساطير المجتمعات القديمة تلك، التي يعود نشؤها إلى الأصول الأولى،" إلى زمن البدايات المقّس، أي قبل أي عصر تاريخي؟ إلاّ أن دون جوان قد ولد في العصر التاريخي، في العصر الحديث، وله تاريخه المحدد، وهو النص المرويّ "الصحيح" الذي يفلت من متناول علماء السلالات، وبهذا المعنى، لا ينتمي دون جوان إلى أسرة الأساطير ولكن هناك ما لعله يتيح إدخال دون جوان في جملة هذه الأساطير؛ إنه مبني على الموت، على الحضور الفاعل للميت، لذلك التمثال الذي دبت فيه الحياة، وهو بطل مسرحية وهو بطل المسرحية الحقيقي، والوسيط إلى ما وراء هذه الحياة، وعامل الإرتباط المقدس. ولكنّ هذا ليس ما في الأمر، فالميت الذي يهينه الحي، حين يدعوه للعشاء، هذا الميت، الذي يعود ليقتص، يخرج من الحكاية الشعبية الواسعة الإنتشار في الغرب المسيحي. وفي هذا الكتاب دراسة تحليلية يعالج الباحث من خلالها اسطورة دون جوان. وذلك على ضوء أربعين نصاً اختارها المؤلف كنماذج، وهي لا تمثل إلا جزأً يسيراً من المسرحيات والأوبيرات، القطع الموسيقية والأحلام السينمائية، الدراسات والكتب التي كرست للأسطورة منذ القرن السادس عشر حيث نشأت إلى أيامنا فمن هو دون جوان؟ أهو شخص خيالي أم إنسان واقعي صار أسطورة؟ ما الذي يميزه عن أبطال قصص الحب الكثيرة في التاريخ؟ كيف رأته العصور والمدارس الأدبية، هذه بعض من الأسئلة التي يحاول هذا الكتاب الإجابة عنها، ومنها الؤال الأهم وهو علاقة الحب والموت.
رابط التحميل
يوجد باسورد على رابط التحميل
ردحذف