حول الكتاب
تدور هذه الدراسة حول أساطير عن الشرق العربي و الإسلامي اختلقها الغرب و لا يزال يمعن في نسبها. و تأتي أهمية هذه الأساطير من أنها كانت أساس القوالب العنصرية و الحسية الجاهزة التي وضعت في أوروبا / ما بعد الصليبيات على يد الرحالة والشعراء و المصورين ذوي الخيال المتحيز و المغرض، إلا أنها راحت في ظل إمبريالية القرن التاسع عشر تتخذ شكلا منهجيا و منظما باعتبار أنها كانت شيئا حيويا للامبريالية و مخططاتها. فإذا استطاع الأوروبيون تصوير شعوب الشرق بأنها خاملة و جاهلة و فاسقة و ليس لها قدرة ذاتية على التطور و التقدم، أمكن لأوروبا أن تبرر تدخلها و تبسط سيطرتها على هذه الشعوب.
و لا شك أن التوسع الاستعماري و الاستغلال الاقتصادي يحتاجان من أجل أن يمرا بسهولة إلى عملية تجميل تطهرهما و كأنهما ليسا سوى رسالتي حضارة و تمدين.
لقد قام رحالة العهد الفيكتوري برحلاتهم و هم ينعمون بالدعم الرسمي بالرغم من تظاهرهم بغير ذلك و سرعان ما استطاعوا و هم بكامل الوعي و الإحساس بالواجب نحو الامبراطورية، أن ينسجوا فيضا من أقاصيص أصبحت فيما بعد هي الرؤية الأوروبية للشرق. و مما يلفت النظر أنه كان لهذه الأقاصيص سمات واضحة التشابه و أن قاسما مشتركا بينها رغم اختلاف شخصيات الكتاب الذين وضعوها.
و لا يزال العديد من كتاب الرحلات، من أمثال (ثيسيغر) و (كانيتي) و (نيبول) ماضين في تصوير ذات الشرق الذي طالما سيطر على الخيال الغربي، و لا تزال الأساطير حوله ممعنة في الترسيخ في وقتنا الحاضر لغايات سياسية محضة مثلما كان عليه الحال في القرن التاسع عشر.
إن هذا الكتاب يقدم تحليلا مستفيضا للصورة الخيالية للشرق التي خلقتها أوروبا لنفسها حسبما وضعها كتابها و رسمها رساموها في لوحات فنية عادت موجتها إلى الظهور في السنوات الأخيرة بشكل يثير الدهشة و الاستغراب.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق