حول الكتاب
يفتتح د. طه عبد الرحمن هذا الكتاب بسؤال: هل للأمة المسلمة جوابها الخاص عن أسئلة زمانها؟ إذ يعتبر أن لكل زمان أسئلته التي تخصّه، ومن واجب كل أمة أن تجيب عن هذه الأسئلة، وهي لا تكون أمة بحق حتى ترتقي بالجواب إلى رتبة الاستقلال فيه.
وهو يقدّم في هذا الكتاب جوابه عن هذا لسؤال، حيث وعلى طريقة د.طه عبد الرحمن التي يبنيها بناءً منطقياً، يصل إلى اعتبار أن روح الجواب الإسلامي عن أسئلة هذا الزمان تتجلّى في حقيقتين اثنتين: الأولى: الإيمان، ويُتوصل إليه بالنظر في مختلف الآيات، أي بالنظر الملكوتي (الذي ينفذ إلى عمق الآيات بوصفه مؤسساً للنظر المُلكي (على أساس الظاهر). والحقيقة الثانية: التخلّق، ويُتوصّل إليه بالتعامل مع مختلف الأشخاص والأمم، أي بالعمل التعارفي بوصفه مؤسساً للعمل التعاوني. وهو يحمل جوهر التواصل مع كل البشر وتقبُّل الاختلاف عنهم.
في تبيان وتفصيل والدخول في عمق هاتين الحقيقتين بمختلف جوانبهما يظهر الحق الإسلامي في الاختلاف الفلسفي باعتباره إقراراً بحق كل أمّة في جواب مختلف، ويظهر خصوم الجواب الإسلامي خصوماً ألدّاء لمبدأ الاختلاف. فالإسلام يقرّ الاختلاف وتنبني الخصائص الاختلافية الإسلامية على مبدأين أساسين: أحدهما "مبدأ اختلاف الآيات" ويمثّله اختلاف الآيات الكونية. والثاني "مبدأ اختلاف الناس"، ويمثّله اختلاف الأمم.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق