أفواه الزمن - إدواردو غاليانو


حول الكتاب

في كل نص من كتابه الساحر ( أفواه الزمن/ الصادر عن دار المدى/ دمشق 2007 بترجمة صالح علماني ) يبدع إدواردو غاليانو ترنيمة شجية أخرى. يطلق نغمة مختلفة. يصنع تنويعات للحنه الإبداعي كما لو أنه يترصد إيقاع الوجود، يتعقب أثره في تعرجات هذا المسيل الغامض الذي نسميه الزمن.
نحن صناعة الزمن "من زمن نحن" هذا ما يقوله لنا، مشيراً إلى حقيقة أن آثار رحلتنا في الحياة ستُمحى بفعل رياحه ( أي الزمن )، تلك الرحلة التي تنقضي ببساطة شديدة بين خفقتين بالأذرع؛ تهويمة ذراعيّ الطفل المولود لتوّه، وحركة ذراعيّ الشيخ الذي يحتضر. فكلاهما يبدو وكأنه ينوي معانقة أحد ما. فغاليانو يعرف أن الزمن هو صانع التراجيديا البشرية، فالموت والفناء ليسا سوى المقولتين الحاسمتين للزمن، في مقابل امتزاج انبهار الإنسان إزاء الجميل بشعور بالأسى لأن هذا الجميل، بفعل الزمن، ماضٍ إلى الزوال. وفي هذا الخضم، من ثم، يضعنا المؤلف أمام نظرة الطحالب الزرقاء التي هي جداتنا ـ بحسب منظور داروين ـ وهي التي أبت أن تتطور، مثلما فعلت قريناتها في طفولة العالم ـ تنظر إلى عالمنا، كما صار، من عالمها القديم، لكن، وكما يختتم غاليانو نصه: "لا أحد يعرف رأيها في ذلك".

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق