إنجلس وأصل المجتمع البشري - كريس هارمان


حول الكتاب

تتضافر وجهات النظر المؤيِّدة للاشتراكية دائما مع وجهات النظر المتعلقة بأصل البشر والمؤسسات الاجتماعية. وينظر الاشتراكيون إلى استغلال بعض الناس لبعضهم الآخر، ووجود دولة قمعية، وخضوع النساء للرجال فى الأسرة النووية على أنها نتاجات للتاربخ البشرى. أما خصومنا فإنهم ينظرون إليها على أنها نتيجة الطبيعة البشرية. 
وهذا هو السبب فى أنه عندما قام ماركس Marx و إنجلس Engels فى بداية الأمر بصياغة أفكارهما، قاما بذلك عن طريق تطوير فهم جديد تماما للطريقة التى يرتبط بها البشر بالعالم من حولهم. وينطوى هذا على رفض الطريقتين السائدتين للنظر إلى هذه العلاقة: المثالية idealism التى تنظر إلى البشر على أنهم نصف آلهة، خاضعين لإرادة الإله ومنفصلين تماما عن عالم الحيوان؛ والمادية الفجة crude materialism التى تعتقد أن البشر ليسوا أكثر من آلات أو حيوانات، فإما أنهم يقومون ببساطة بردود أفعال على منبهات من العالم الخارجى (وهذا ما يسمى فى الوقت الحاضر بوجه عام ﺒ-;- "السلوكية" behaviourism)، أو أنهم مبرمجون بيولوچيًّا على ممارسة حياتهم بطرق بعينها (وهذا ما يسمى فى الوقت الحاضر ﺒ-;- "السوسيوبيولوچيا" [علم البيولوچيا الاجتماعية] sociobiology)(1). 
وقد قدم ماركس و إنجلس نظرتهما الخاصة فى بداية الأمر فى الأيديولوچية الألمانية The German Ideology و موضوعات عن فويرباخ Theses on Feuerbach فى 45-1846. ونظرا إلى البشر على أنهم نتاجات العالم البيولوچى الطبيعى، وإلى التاريخ على أنه جزء من التاريخ الطبيعى. غير أنهما نظرا أيضا إلى الطابع النوعى للبشر على أنه يكمن فى قدرتهم على ممارسة ردود أفعالهم على الظروف التى كانت قد خلقتهم، مُغَيِّرين كلا من تلك الظروف وأنفسهم فى سياق هذه العملية. وكانت معرفة كل من التاريخ الطبيعى والتاريخ البشرى ما تزال محدودة للغاية عندما قام ماركس و إنجلس بصياغة أفكارهما لأول مرة: لم يتم الاكتشاف الأول للبقايا البشرية المبكرة (للإنسان النياندرتالى Neanderthals) حتى 1856؛ ولم يُنشر أصل الأنواع Origin of Species ﻟ-;- دارون Darwin حتى 1859 ولم يُنشر كتابه نشأة الإنسان Decent of Man حتى 1871؛ ولم ينشر الأمريكى لويس هنرى مورجان Lewis Henry Morgan وصفه الريادى لتطور العائلة والدولة، المجتمع القديم Ancient Society حتى 1877. 

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق