الزانية - باولو كويلو


حول الكتاب

نجح باولو كويلو، كالعادة، في الدخول لأعماق النفس البشرية وتناولها بمشرط الجراح من خلال قلم الأديب "البصار"، فكتب عن أرواح البشر قبل أن يكتب عن أجسادهم، وأخذنا في رحلة داخل أنفسنا من خلال روايته الجديدة "الزانية"، والذي لا يعتبر عنوانها الترجمة الحرفية لاسم الكتاب "الزنا"، إلا أن دار النشر العربية غيرته بالاتفاق مع الأديب العالمي.

"أنت لا تختار حياتك، بل هي تختارك.. لا جدوى من سؤالك لم خصصت لك الحياة أفراحًا أو أتراحًا معينة، عليك أن تتقبلها وتمضي"، استطاع كويلو من خلال الرواية أن يتناول جزءًا حساسًا في النفس البشرية ويطرح السؤال المحير "عن ماذا يبحث الإنسان؟".

فمهما أمتلك الإنسان يشعر دائمًا أن هناك شيء مهم مفقود، وهو ما جسده في حكاية بطلة الرواية "ليندا"، الشابة التي تعيش في جنيف وتمتلك منزلًا جميلًا وزوجًا محبًا، وطفلين أشبه بالملائكة، وعملًا دائمًا ما تقول عنه أنه رائع، لأنه حقق لها طموحها بأن تصبح صحفية.

تكتشف "ليندا"، أنها غير سعيدة بالرغم من أنها تمتلك كل شيء بيت وأولاد ومهنة تحقق طموحها، وزوج محب، ويتغلب عليها الشعور بالاكتئاب الذي يهدد تحطيم حياتها وواقعها، خاصة مع ظهور حبيبها القديم الذي قضت معه أحلى سنواتها، هو الآن سياسي بارز، واكتسحت جرافات تلك الذكرى جميع أحاسيسها حتى أصبحت هاجسًا يحرك فيها عواطف كانت مدفونة، وتعود لتشعر بأشياء متناقضة بين حبها لزوجها وحبها لصديقها القديم "يعقوب"، والذي دخلت معه في علاقة غير شرعية تشعل شعورها بالذنب وتحولها إلى امرأة غير مستقرة نفسيًا وعاطفيًا.

"ليس الحب مجرد شعور، إنه فن بقدر ما هو إلهام، هو جد ومثابرة"، يحاول الأديب العالمي من خلال الكتاب أن يطرح أسئلة سرمدية ما هو الحب؟ ما هي السعادة؟ وأين يقع "الزنا" بين الاثنين؟ ووضع في روايته خطاً بين السعادة والتعاسة والبحث الأبدي عنها.

وبالرغم من حساسية القضية التي طرحها الكتاب المترجم للعربية، والذي قد يمثل صدمة لما يتعارض وبشدة مع العادات والتقاليد الشرقية بشكل عام، إلا إن عشاق "كويلو" ينتظرون نشر الكتاب بفارغ الصبر، بالرغم من تباين أراء قراء الكاتب الكبير حول العالم، فيراها البعض مبتذلة ولا تناسب تاريخه العريق من الكتابات والأعمال المبدعة والملهمة.

فالكتاب الذي يطرح أزمة وجودية يتخللها بعضًا من الوعظ الديني، وقضية أخلاقية، يعتبر نوعًا جديدًا من الكتابات يتجه إليه كويلو.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق