حول الكتاب
يناقش مشكلة الإنسان الحديث في مجتمع يركز كل همه في الإنتاج الاقتصادي، ولا يعبأ بتنمية العلاقات الإنسانية الصحيحة بين أفراد المجتمع.
فماذا عسانا نفعل في هذا الجو الفاسد المضطرب؟ لقد فشل النظام الرأسمالي، كما فشلت الاشتراكية المادية في رد المجتمع إلى صوابه والفرد إلى طمأنينته. ولا يبشر بحل الأزمة الإنسانية التي تمر بها إلا أن ننهج طريقاً آخر، لا هو طريق الرأسمالية، ولا هو طريق الاشتراكية. إنه طريق "الاشتراكية الاجتماعية" كما يسميها مؤلف الكتاب، ويسهب في شرحها، وبيان ما يقصده من ورائها. فهذه الاشتراكية الجديدة هي التي تكفل للمجتمع سلامة العقل، ولا تجعل الفرد وسيلة لتحقيق أغراض غيره من الناس. وفي هذا المجتمع الجديد يتركز الاهتمام في النواحي الإنسانية، وتخضع جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والثقافية لهدف واحد: هو نمو الإنسان
ويفيض المؤلف في تحليل هذا الرأي، ثم يختم كتابه باقتراحات عملية في الإصلاح الاجتماعي الذي يرمي إلى القضاء على هذه الحياة الآلية التي تحياها، وينتهي بنات إلى مجتمع سليم العقل، كل فرد فيه إنسان منتج مسئول.
ويمكن تحليل البحث الذي يقدمه فروم في هذا الكتاب إلى ثلاثة مراحل. في المرحلة الأولى يشخص أمراض المجتمع ويعرض علينا ما يراه من علل وعيوب. وفي المرحلة الثانية يشرح المؤلف ما ارتآه الإنسان من حلول للمشكلات التي يعانيها؛ وهي حلول تتركز كلها حول إصلاح النظام الرأسمالي، وقيام الحكم الدكتاتوري، والأخذ بمبدأ الاشتراكية المادية. وكلها حلول عرجاء لا تعالج المشكة من أساسها. ثم يتقدم المؤلف في المرحلة الثالثة بما يراه من أسباب العلاج في ميادين الاقتصاد والثقافة والسياسة. ويرى أن الإصلاح ينبغي أن يعم هذه الميادين جميعاً وقت واحد، لأن التقدم في ناحية واحدة هادم للحياة في النواحي الأخرى.
رابط التحميل
-
0 التعليقات:
إرسال تعليق