قد تكون السياسة أو المعتقدات التي يحملها ويؤمن بها الشخص سبباً يدفع بالخصوم للانتقام منه أو تصفيته جسدياً أو فكرياً، وذلك لأن الإيديولوجية التي يعتنقها لا تتوافق مع رؤى بعض الجهات، ولأنه قد يشكل خطراً على مسار سلوكهم في التعاطي مع قضايا المجتمع والحياة ،ولأنه اجتهد لإحداث التغيير في أي اتجاه، فيكون هو الهدف بالنسبة لهم.
والاغتيالات التي وقعت عبر التاريخ، كانت لأهداف متشابهة من حيث الرغبة في إزاحة أشخاص آثروا ألا يكونوا مع السائد، وأن يسيروا في الاتجاه الآخر، فدفعوا حياتهم ثمناً لذلك.
ابراهام لينكون 1809-1865
الرئيس السادس عشر للولايات الأمريكية المتحدة، ولد في عام 1809. لم يحصل ابراهام لينكون على تعليم رسمي، إلا أنه كون ثقافة عالية من قراءته الكثيفة لأمهات الكتب الغربية، وهو يعد من أهم رؤساء الولايات الأمريكية المتحدة، فهو صاحب قرار إلغاء الرق في أمريكا عام1863.
وقد انضم للحياة السياسية عن طريق الحزب الجمهوري عام 1854، الذي رشحه لخوض انتخابات مجلس الشيوخ لتمثيل ولاية إلينوي، بعد شهرته لمعارضة ما أسماه “القوة العبودية”، وقام الحزب فيما بعد بترشيحه لخوض الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 1860، ليحصل على 40%من الأصوات التي نال من خلالها منصب الرئاسة بسبب انقسام الأصوات الأخرى بين اثنين من المرشحين الآخرين.
اغتيل ابراهام لينكون في 14 أبريل من العام 1865. أثناء حضوره هو وزوجته عرضاً مسرحياً في ولاية ميريلاند، وكان يقوم بالتمثيل فيها مجموعة من المتعاطفين مع قضية الانفصال آنذاك، ما دفع أحد الممثلين ويدعى جون ويلكس بإطلاق النار عليه من مسدسه فأرداه قتيلاً.
مارتن لوثر كينج 1929- 1968
هو ناشط سياسي ولد في مدينة أتلانتا في 15 يناير عام 1929. وهو أصغر من حصل على جائزة نوبل للسلام، وهو من أصول إفريقية. اشتهر بمطالبته بإنهاء التمييز العنصري ودعم الحرية وحقوق الإنسان. دخل مارتن لوثر إلى المدارس العامة سنة 1935، ونتيجة تفوقه على أقرانه التحق بالجامعة في 1942، قبل أن يحصل على البكالوريوس في الآداب سنة 1948، حيث لم يتجاوز سن التاسعة عشرة بعد.
دخل مارتن لوثر المعترك السياسي والنضالي ضد العنصرية، بعد ما انتقل مع زوجته إلى مدينة مونتجمري. ولعل أبرز الحوادث التي أثرت فيه ودفعته للعمل النضالي هو تلك الحادثة التي رفضت فيها إحدى السيدات الزنوج ترك مقعدها لراكب أبيض كما كان معتاداً ليستدعي السائق الشرطة لإلقاء القبض عليها بتهمة مخالفة القانون،لقد اعتقل مارتن لوثر العديد من المرات بسبب مناهضة العنصرية وبتهم أخرى مختلفة.
أصدرت المحكمة بعد ما تقدمت أربع سيدات أفارقة بطلب إلغاء التفرقة في الحافلات حكماً ينص على عدم قانونية هذه الإجراءات العنصرية، وبهذه المناسبة ألقى مارتن لوثر كينج خطاباً هاجم فيه الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وطالب بمنح الأفارقة حق الانتخاب. وفي أواخر صيف العام 1963، بدأ مارتن سلسلة من الاحتجاجات في برمنجهام، ولكن أثناء ذلك وقعت معركة بين السود والشرطة، فصدر على أثرها أمر قضائي بمنع الاحتجاج والمسيرات والاعتصامات.
لقد قامت فلسفة مارتن لوثر كينج على النضال بشكل سلمي بعيد عن العنف، وفي 14 فبراير عام 1968، اغتيل مارتن لوثر على يد أحد المتعصبين البيض بينما كان يستعد لقيادة إحدى المسيرات.
المهاتما غاندي 1869-1948
سياسي وزعيم روحي في الهند، ولد في 14 أكتوبر عام 1869 في إمارة بوربندر التي تقع في ولاية غوجارات الهندية، وهو سليل عائلة سياسية لها باع طويل في العمل السياسي، حيث كان والده رئيس وزراء إمارة بوربندر. قضى غاندي طفولة عادية ثم تزوج وهو في سن الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية، سافر بعدها غاندي إلى بريطانيا في العام 1882 لدراسة القانون، ليعود إلى الهند عام 1890، ويواجه مصاعب كبيرة في حياته.
تولى غاندي قيادة حزب المؤتمر الوطني الهندي عام 1921. قاد خلالها حملات لتخفيف حدة الفقر وزيادة حقوق المرأة، وزيادة الاعتماد على الذات في الاقتصاد، وعمل على استقلال الهند من السيطرة البريطانية، لكن ما لبث أن استقال من الحزب ليتفرغ للمشكلات التي كان يعاني منها الريف الهندي..
وفي العام 1940، قاد غاندي عصياناً ضد بريطانيا بسبب إعلانها أن الهند دولة محاربة لجيوش المحور، واستمر العصيان الذي حاولت السلطات البريطانية قمعه من خلال الاعتقالات والعنف، والتي كان غاندي من ضحاياها، حيث مكث في المعتقل إلى عام 1944. ونالت بعدها الهند استقلالها ودخلت في دوامة من العنف والرغبة في الانفصال والتقسيم..
ما أحزن غاندي الذي دعا إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود واحترام الأقليات، لكن هذه الدعوة لم ترق للهندوس، واعتبروا دعوته خيانة عظمى، وبالفعل اغتيل “أبو الأمة” الهندية في 30 يناير عام 1948، عن عمر ناهز 79 عاماً عاش فيها غاندي حياة بسيطة ومتواضعة.
تشي جيفارا 1928-1967
ولد الثائر أرنستو رافاييل جيفارا بمدينة روزايوالارجنتينية في 14 يونيو عام 1928. درس الطب في جامعة بيونس ايريس وتخرج في العام 1953. عاش جيفارا حياة نضالية ثورية شارك فيها بالثورة الكوبية إلى جانب فيدل كاسترو ورفاقه. لقد عمل الثائر جيفارا في المناصب السياسية عندما تسلم رئاسة المصرف الوطني عام 1959، ووزارة الصناعة عام 1961.
ثم أصبح الممثل الوحيد لكوبا في الخارج والمتحدث باسمها في الأمم المتحدة، لكن روح جيفارا الثورية لم ترتح للعمل السياسي، لذا قرر الانسحاب من الحياة السياسية والتوجه إلى إفريقيا للعمل مع مجموعات التحرر هناك، إلا أن تجربته فشلت لأنها لم تلق الترحيب من قادة الثورة في إفريقيا.
كما شارك جيفارا في الثورة البوليفيا ضد النزعة الأمريكية المستغلة لثروات القارة الجنوبية عام 1967، ليقع في الأسر بعد مهاجمة الجيش البوليفي لمجموعته الصغيرة، ثم نقل جيفارا إلى مكان أسره، الذي بقي فيه 24 ساعة فقط حياً وذلك عندما قرر أحد الضباط في الجيش البوليفي قتله، فأمر أحد ضباط الصف بتصفيته فدخل عليه متردداً..
فقال له جيفارا “أطلق النار ولا تخف إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل” لكنه تراجع قبل أن تنفذ الأوامر بقتل أحد أكثر الشخصيات مناصرة للحق والمظلومين في العالم. وهكذا بعد رحلة من النضال أمضاها جيفارا في التنقل بين حركات التحرر في العالم، ناثراً من روحه الثورية عبق الحماسة والنصرة للحق في كل أرجاء العالم.. وبذلك انتهت حياة جيفارا الذي رفضت السلطات البوليفية، تسليم جثته أو التعريف بمكان قبره كي لايكون مزاراً للأحرار في العالم.
جون كينيدي 1917-1963
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، ولد في 29 مايو 1917. وقد تولى الرئاسة خلفاً للرئيس الأمريكي أيزنهاور عام 1961. بدأ حياته السياسية بتمثيله لولاية ماساتشوستس من عام1947 حتى عام 1960 كعضو في مجلس النواب، ولاحقاً في مجلس الشيوخ، ثم تولى الرئاسة في فترة حرجة من الحرب الباردة، وعرف بمواقفه القوية من مواجهة السوفييت في كل المجالات.
تم اغتياله عندما أطلق عليه هارفي اوسولد الرصاص وهو مار في الشارع بسيارته المكشوفة، حيث كان في زيارة رسمية لمدينة دلاس برفقة زوجته. وستبقى عملية اغتيال جون كينيدي مثار جدل واسع حول الجهة التي تقف وراء تنفيذ عملية الاغتيال، حيث وجهت أصابع الاتهام في العملية لجهاز المخابرات السوفييتي، أو قد تكون لإسرائيل يد في العملية بعد إصراره على تفتيش مفاعل ديمونة الإسرائيلي.
بنظير بوتو 1953-2007
سياسية باكستانية ولدت في 21 يونيو عام 1953 بمدينة الرس الباكستانية، وهي ابنة ذو الفقار علي بوتو رئيس الوزراء الأسبق، والذي عمل على تربية بنظير بوتو على السياسة وأعدها لتتولى قيادة حزب الشعب. تنقلت بوتو في دراستها بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا التي درست فيها القانون الدولي وفلسفة السياسة، ثم عادت إلى باكستان قبل الانقلاب على والدها الذي قاده محمد ضياء الحق، ليصار إلى اعتقالها لمدة أربع سنوات، ثم ليسمح لها بمغادرة البلاد إلى بريطانيا، قبل أن تعود مجدداً إلى البلاد في العام 1986.
لقد استطاعت بوتو الوصول إلى الحكم في العام 1988 بعد فوز حزبها بالانتخابات التشريعية، لتبقى في الحكم حتى العام 1990، حيث أقيلت الحكومة بسبب اتهامات بالفساد، وتنقلت بعدها بوتو في منفاها بين بريطانيا والإمارات العربية المتحدة مع زوجها السياسي آصف زرداري لملاحقتهم بتهم الفساد..
عادت بنظير بوتو إلى باكستان عام 2007 بعد العفو الذي أصدره الجنرال برويز مشرف بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء خروجها من مؤتمر انتخابي لمناصريها، وقفت في فتحة السيارة لتحية الجماهير، حيث أطلق عليها النار وقتلت بطلق ناري في العنق والصدر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق