كتاب نفي اللاهوت ـ ميشيل أونفري


حول الكتاب

يختزل نيتشه مفهوم الاله كنتاج تاريخي رغم تجذره في حياة البشر، ويبادر نيتشه الى اطلاق مسلماته وبديهياته التي تصنعها خلاصات تاريخ بشري تمر في بَوتقة نيتشوية، وهي تصنع من أضداد الاله، او من اضداد مفهوم الاله، طريقة أو مبادرة في وصف مفهوم الاله وليس تعريفه.
انه وصف نقيض الحياة فهو (ينكص ضمن وحدة مرعبة-وفيها- كل ما هو مسيء ومسموم وكل كره للحياة) التي يتبلور مفهومها عند نيتشه من خلال مبدأ القوة، والقوة نعت الارادة. هذه القوة هي الضد المتجلي بالنسبة لمفهوم الاله عند نيتشه، فالاله يورث الضعف ويغذي الحمل مفهوما سلبياً في الحياة فتكون العبودية اخلاقاً. والحمل المسيحي حين يغذيه العطف اليسوعي يعده نيتشه تدريباً على ملازمة هذا الضعف. ومفهوم الاله هو الذي يبتكر العالم الاخر من أجل ان يفرغ هذا العالم الوحيد من المعنى وهي العدمية النيتشوية.
واذا كانت القوة أو إرادة القوة، هي احد وجوه المعنى النيتشوي لهذا العالم، فأن الوجه الاخر في المعنى، هو الحرية او حرية الارادة الانسانية التي تتجدد عند نيتشه في الغرائز التي يدين تحويلها الى طبيعة ثانية حين تدان حرية الارادة الانسانية من خلال مفهوم المعصية، فليس هناك نيتشويا سوى هذا العالم، هذا الجسد، اذا ليس هناك طبيعة اولى او ثانية، وانما هي جسد وحيد، او عالم وحيد. فالثنائيات منفية في فلسفة نيتشه، ذلك ان القوة لا تسمح الا لذاتها وبذاتها، فالنفي لغة القوة. لكن مفهوم القوة النيتشوي هو مفهوم انثروبولوجي استقر في وعي الغرب ومخياله، وتكونت حوله او تأسست فيه قيمة المركزية الاوربية، وتولدت عنه ثقافة النفي التي تختزنها المركزية الاوربية في ذاكرة ازمنتها الحداثوية.
فقد انتجت تلك الحداثة مقولة المركزية الاوربية وغذتها فلسفة القوة النيتشوية، حين قدس نيتشه الحرب باعتبارها تجليات القوة- نشبت حربان كونيتان، اوربيتان -حينها كان النفي بوسيلة القوة تطبيق عملي في ثقافات تنظيرات القوة، التي تحولت بشكل فعلي وتاريخي الى ارادة اوربية، فصار النفي مساوقاً لكل ارادة اوربية تجاه عالمنا، تجاه ثقافتنا، تجاه حقوقنا. ان تلك القوة العملية المنبثقة عن مفهومها النيتشوي – الانثروبولوجي، كانت تكمن او تحشد وجودها خلف عنوان كتاب (نفي اللاهوت) لمؤلفه ميشيل اونفري.





شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق