التقنية الوحيدة لتعلُم شيء جديد !


سرق شخصٌ 90 مليون دولار من شركة كنت شريكاً بها، لكن لدي فقر في الحكم على الناس، مما أدى لانهيار الشركة، أعترف أن هناك أشياء لا أستطيع تعلمها، فأنا أميل لحب الناس كثيراً لذلك من الصعب علي أن أكون حاكماً جيداً على أحدهم، لا يهم كم مرة حاولت. لذا بحثت عن الأشخاص الجيدين في إصدار الأحكام على الناس وسألتهم المساعدة.
لا تجبر نفسك على تعلم شيء إذا كنت لا تريده، أو أنه ليس موهبة طبيعية عندك، ما دور الموهبة؟ صغير جداً. لكنك يجب أن تبدأ بها. الموهبة هي بذرة أي مهارة، كيف ستعرف أنك موهوب بشيء ما؟ .. إذا أحببت هذا الشيء في سن العاشرة، إذا كنت تحلم به، إذا كنت تحب القراءة عنه، اقرأ السطور القادمة وستعرف إذا ما كنت موهوباً فيه.
صدقني عندما أخبرك أن: الجميع موهوب في أشياء عديدة. في العشرين عاماً الماضية أردت أن أتعلم فعل أشياء كثيرة باحترافية، الكتابة، البرمجة، مهارات إدارة الأعمال (القيادة – المبيعات – التفاوض – اتخاذ القرار)، الكوميدية، الألعاب.
لذا قد طورت طريقة للتعلم من 10 خطوات..

أحبها

إذا كنت لا تستطيع أن تبدأ بـ (أحب) فكل من يبدأ بالحب سيهزم أي شخص آخر يبدأ بـ (أكره) أو (يعجبني)، هذه قاعدة الكون، أول البشر الذين عبروا التندرا في القطب الشمالي من سيبيريا ألى ألاسكا في درجة حرارة تبلغ -60 درجة عبروها بدافع (الحب)، خلافهم ظلوا في شرق إفريقيا في السافانا.
أول يوم كتبت فيه برنامج “Hello, World” حلمت بالحواسيب، استيقظت الرابعة فجراً لأعود لـ “معمل الحاسب” وقمت بعمل برامج أكبر.
عندما بدأت الكتابة كل يوم، كنت أكتب طوال اليوم، لم أستطع أن أتوقف، وكل ما أردت الحديث عنه مع الناس هو المؤلفين المختلفين. في العاشرة من عمري كتبت عموداً كاملاً من الإشاعات عن رفقاء الصف الخامس، قرأت كل كتب جودي بلوم، قرأت كل شيء أستطيع الوصول إليه.
معظم أصدقائي أصابهم الضجر مني، وصرت بعدها وحيداً، إلا عندما أكتب.

اقرأها

بوبي فيشر لم يكن جيداً في الشطرنج، كان يمتلك الموهبة لكن لا أحد كان يأمل منه الكثير، لذلك في سن 12 أو 13 اختفى لمدة سنة كاملة. وفعلها مرة أخرى في عشريناته، لكن في سن 13 عندما عاد بالمشهد أصبح فجأة أفضل لاعب شطرنج في الولايات المتحدة. حاز بطولة الولايات المتحدة، وأصبح أصغر لاعب يحصد لقب الأستاذ الكبير  في الشطرنج في العالم.
كيف فعلها؟ لقد كان لعبه قبل ذلك مجرد تيه وتخبط. فعل شيئان:
1- درس كل الألعاب التي تمت في القرن المنصرم. في 1800.
عندما عاد بالظهور كان معروفاً بافتتاحاته للعب بتلك التقنيات القديمة في اللعب، لكنه قام بتحسين كل واحدة منها، ولم يستطع أحد أن يكتشف كيف يهزم تلك التقنيات المُحسنة.
في الواقع .. المباراة الأخيرة من بطولة العالم التي انعقدت بعد ذلك بعدة سنوات عام 1972، كان خصمه اللاعب الروسي بوريس سباسكي، سباسكي أراد أن يكسب لتستمر المباراة، فيشر كان يحتاج أن يكون مرناً ليحوز اللقب.
سباسكي بدأ بتقنية حديثة تسمى “الصقلية the Sicilian” لكن بعد 13 حركة كل المعلقين توسعت حدقات أعينهم.
فيشر بكل مهارة قد غير مجرى اللعبة لصالحه بواسطة تقنية قديمة من تقنيات أعوام 1800 تدعى “لعبة سكوتش – the Scotch game”، سباسكي لم تكن لديه فرصة للفوز بعد ذلك.

2- فيشر أجاد الروسية بدرجة كافية حتى يقرأ مجلات الشطرنج الروسية، في هذا الوقت كان أفضل 20 لاعب على مستوى العالم كلهم روس، الأمريكان لم تكن لديهم الفرصة.
فيشر كان يدرس كل ألعاب الروس في حين أن كل الأمريكان يحومون حول ثغرات وتقنيات يعرف الروس مسبقاً كيف يغلبونها، وهكذا فإن فيشر كان أول من يفوز في منافسة كاملة في بطولة الولايات المتحدة أوائل الستينات، كل الألعاب ربحها بدون حتى هزيمة واحدة.
دراسة التاريخ، ودراسة أفضل اللاعبين، هي المفتاح لتكون أفضل لاعب، حتى لو بدأت بموهبة متوسطة.

جرّبها، لكن ليس بجدية تامة

إذا كنت تريد أن تصبح كاتباً، رائد أعمال، مبرمجاً، فيجب أن تكتب كثيراً، أن تبدأ بعمل مشاريع صغيرة كثيرة، وأن تكتب الكثير من البرامج، بعض المحاولات ستسوء، لكن لهذا السبب الكمية أهم من الكيفية في البدايات.
منحنى التعلم الذي نختبره كلنا لا يُبنى بالإنجازات، ولكن يُبنى فقط بالكم، إذا كنت ترى شيئًا 1000 مرة، فإنك ستغلب شخصاً رآه فقط 10 مرات. لا تنس القاعدة الهامة: سر السعادة ليس أن تكون “عظيماً” السر هو “التطور”.
إذا كنت فقط سـ “تحاول” فإنك ستصل إلى مستواك الطبيعي، لكن “التطور” سيقف ولن تكون سعيداً.

احصل على مُعلم (قاعدة العشرة أضعاف)

إذا كنت حاولت تعلم الأسبانية وحدي، لم أكن لأصل لشيء، لكن حينما سافرت (والآن تزوجت امرأة من الأرجنتين)، تعلمت الكثير من الأسبانية. مع الشطرنج، الكتابة، البرمجة وإدارة الأعمال، كنت دائماً أجد أشخاصاً أفضل مني، فكنت أحدد وقتاً كل أسبوع لأسألهم أطناناً من الأسئلة، أطلب منهم تكليفي بمهام لأفعلها، يدققوا في أخطائي ويخبروني في أي شيء أخطأت.
لكل شيء تحبه، اعثر على معلم وهذا سيجعلك تتعلم أسرع 10 أضعاف، في الواقع كل شيء وضعته بهذه القائمة يجعلك تتعلم أسرع 10 أضعاف، لذا إذا كنت ستطبق كل شيء بهذه القائمة فإنك ستتعلم أسرع (10 أس 10) من أي احد آخر. بهذه الطريقة تصبح عظيماً في شيء ما.

ادرس التاريخ، ادرس الحاضر

إذا كنت تريد أن تصبح مبرمجاً عظيماً (ليس فقط جيداً في برمجة تطبيق ما) ادرس لغة الآلة، ادرس الأصفار والآحاد (1s – 0s)، ادرس تاريخ الحواسيب، تعلم كيف تصنع نظام تشغيل، وادرس Fortran، Cobol، Pascal، C و C++، كل هذا متجهاً نحو لغات البرمجة الحديثة مثل بيثون .. الخ.
إذا كنت تريد دراسة إدارة الأعمال، اقرأ السير الذاتية الخاصة برواد الأعمال، تاريخ بروكيت فيلر، كارنيجي، أول بورصة بأمستردام، الكساد العظيم، التسعينات، الكوارث الاقتصادية، كل الشركات التي تعرضت لأزمات مالية، اقرأ كتاب “Zero to One” لبيتر ثيل، شاهد برنامج “the profit“، اقرأ عن ستيف جوبز، اقرأ كتاب “the End of Power“.
لا تقرأ كتب المساعدة الذاتية فهي لا تحوي شيئاً، أنت على وشك دخول مجال عظيم، مجال الابتكار الذي كوّن المجتمع الحديث، لا تقرأ الكتب المتوسطة التي ظهرت آخر العام. ابدأ قوياً واقرأ عن الناس والابتكارات التي غيرت العالم لما هو عليه الآن. اقرأ لماذا بدأ هنري فورد ثلاث شركات للسيارات ولماذا كان ثلاثة هو رقم هام بمسيرته.
دوّن كل ما تتعلمه من الأشياء التي تقرأها.

اصنع مشاريع صغيرة بالبداية

أخبرني توني روبنز ذات مرة عن خوفه الشديد في وظيفته الرئيسية الأولى كمدرب، كان عليه أن يعلّم حفنة من المارينز إجادة التصويب، يقول “لم أطلق النار بحياتي”، درس إطلاق النار قليلاً من بعض المحترفين لكنه قام بعد ذلك بتطوير تقنية بسيطة نتج عنها أفضل الإصابات حتى من أي محاضرة تصويب سابقة.
وضع الهدف قريباً جداً، على بُعد 5 أقدام من الجنود، كلهم أصابوا مراكز الأهداف، ثم أبعد الأهداف شيئاً .. فشيئاً، حتى وصل للبعد المقنن، ولازالوا يصيبون مراكز الأهداف.
ريتشارد برانسون بدأ مجلة قبل أن يبدأ خط الطيران الخاص به، بيل جيتس كتب BASIC قبل أن يكتب فريقه وندوز، المبرمجون يبدؤون بكتابة برنامج “Hello, World” قبل أن يصنعوا محركات البحث، الكثير من أساتذة الشطرنج ينصحونك بدراسة نهاية اللعبة أولاً (عندما يتبقى قطع قليلة في اللعبة) قبل أن تدرس باقي أجزاء اللعبة.
هذا يبني عندك الثقة، يعلمك حدة الذهن، يمدك بشعور عظيم من التحسن والتطور.

ادرس ما صنعت

في يوم من الأيام رميت كل شيء .. كل كتبي (تبرعت بها)، كل ملابسي، ألقيت الحواسيب القديمة، كل اللوحات التي لم أستخدمها … أردت التنظيف، وفعلت.
وجدت رواية كنت قد كتبتها في عام 1991 منذ 24 عام. كانت سيئة جداً، لأول مرة منذ 24 سنة أعدت قراءة هذه الرواية، درست أخطائي بها (الشخصيات غير متسقة، الحبكة واضحة جداً …).
في أوقات لعب الشطرنج، عندما أخسر أعيد اللعبة بواسطة الحاسوب، أتفقد كل حركة، الحركة التي يقترحها الحاسوب كأفضل حركة، أفكر كيف كنت أفكر عندما قمت بتلك الحركة السيئة … وهكذا.
شركات استثمرت فيها انهارت، كان مؤلماً جداً لي، لكن كان علي أن أنظر مجدداً فيما حدث وأعرف ما الخطأ، عندما أقوم بغلطة أعود لكل مرحلة، وأكتب ما حدث وأين ساعدت جيداً وأين أخطأت.
إذا لم تكن مهووساً بأخطائك فأنت لا تحب المجال كفاية لتصبح أفضل. وتسأل أسئلة دنيئة: “لماذا لستُ جيداً؟”، بدلاً من الأسئلة النافعة: “أين أخطأت؟ وكيف أتحسن؟”، عندما تسأل الأسئلة الصحيحة حينها ستتحسن فيما تتعلم.

أنت متوسط الخمسة أشخاص المحيطين بك

دقق في التاريخ، أحداث الأعمال، الناس نادراً ما يتحسنون كأفراد، هم يتحسنون كمجموعات، مثلا المبرمجون: ستيف جوبز، بيل جيتس، تيد ليونسيس، بول ألان، ستيف وزنياك والكثير منهم كلهم كانوا محاطين بأُناس مؤثرين، واشتغلوا كمجموعات عمل مع أشخاص أذكياء.
مافيا باي بال
يوتيوب، لنكدإن، تسلا، فيسبوك، سبيس إكس، والكثير من الشركات الأخرى التي أسسها “مافيا باي بال” -مصطلح يُطلق على موظفي باي بال القدامى الذين تركوا باي بال وأسسوا شركات ضخمة بعدها بسنوات مثل سبيس إكس، لنكدإن …- كل هؤلاء الأشخاص لم يكن لهم أن يؤسسوا تلك الشركات لولا تجمعهم مسبقاً وتطورهم بعدها. نحن نحتاج لنعمل في مجموعات لنتحسن.
اعثر على المجموعة المناسبة، اقض معهم معظم وقتك قدر الإمكان، وكلما اندمجتم بالعمل، تحدوا بعضكم، تنافسوا، أحبوا أعمال بعضكم البعض.

افعلها .. كثيراً

اكتب كل يوم، اختلط بالناس كل يوم، عش بصحة جيدة كل يوم، قس حياتك بعدد الأشياء التي تفعلها، عندما تموت هل أنت بعمر جلستي كتابة؟ أم بعمر 50 ألف جلسة كتابة؟

اعثر على خطتك الشريرة

في النهاية فإن التلميذ يتفوق على الأستاذ، أول مدير عملت معه يكرهني الآن، بدأت عملي الخاص وخرجت استثماراته هو من السوق، خطتي الشريرة كانت أن أصبح أفضل منه، لكن كيف؟
بعد كل ما سبق، ستجد صوتك الخاص، وعندما تتكلم بهذا الصوت، سيسمع العالم شيئاً لم يسمعه قط من قبل، معلموك وأصدقاؤك ربما لا يريدون أن يسمعوا هذا الصوت، لكنك إذا داومت على مجاورة الناس الذين يحترموك ويحبوك، سيشجعون هذا الصوت الجديد.
توجد مقولة شائعة “لا توجد أفكار جديدة” لكن توجد ! كل أفكار الماضي مشتبكة مع النسخة الأفضل منك، أنت الفراشة.
الآن حان دورك لتُعلِّم، لتصنع، لتبتكر، لتغير العالم، لتصنع شيئاً لم يره أحدٌ من قبل، وربما لن يراه أحدٌ مجدداً.

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق