كيف أصبح شغوفًا بالقراءة؟


مثل غربي يقول «إذا أردت أن تسعد إنسانًا فحبب إليه القراءة»، الشخص الذي يحب القراءة ويستمتع بها هو الذي يفهم تلك العبارة، ويعرف كم تمنحنا قراءة الكتب سعادةً وعالمًا خاصًّا بها، فهي فن راقٍ وسحر يذوي العقول وذات تأثير متنوع، فهي قادرة على أن تجعلك تعيش جميع اللحظات فتارة تطير في الفضاء وأخرى تسبح في المحيطات وفجأة تجد نفسك على أحد الجبال ذات القمم الشاهقة، فبذلك تبين لنا قدرة القراءة على أخذنا لأي مكان نريد الذهاب إليه، ولكن السؤال هنا كيف يمكن أن تصبح من هذا العالم الجميل؟
قد تكون أنت مدركًا لأهمية القراءة وتريد أن تتعلم كيف تحبها وأن تصبح من الهوايات الممتعة التي تقوم بها في حياتك، ولكن حبك للاختصار ومللك من القراءة بسرعة جعلك تبعد هذه الفكرة عن عقلك، ذلك لأنك شخص عديم الصبر فأنت تحب أن ترى النتائج دائمًا بسرعة بدون مقدمات ولا تفاصيل، فكيف تقرأ باستمتاع وبدون ملل؟
عليك أن تعرف أولًا أن الوصول إلى مرحلة أن تكون شغوفًا بالقراءة يبدأ بالتدريج خطوة وراء خطوة، فلن تصبح محبًا للقراءة في كبسة زر، سأذكر لكم الخطوات التالية وهي بسيطة ويسيرة إن قمتم بها فستصبحون من محبي القراءة إن شاء الله، في البداية عليك أن تحدد بدقة المواضيع التي تميل لها، ثم اختر الكتاب الذي يتماشى مع ذوقك لأنك في حين بدأت تقرأ ما تكره من المواضيع فذلك سيحُول بينك وبين القراءة، ثم ابتعد عن انتقاء الكتب الكبيرة واختر الكتب الصغيرة نسبيًا لأن رؤيتك للكتاب الكبير للوهلة الأولى قد تعرِض نفسك عن القراءة وستشعر بالإحباط، أما بالنسبة للمكان الذي ستقرأ فيه فاختره هادئًا ونظيفًا وجميلًا في آن واحد أو أي مكان يشعرك بالراحة، أو اصنع جوًا رائعًا أو عالمًا خاصًا بك كما تحب أنت أن تراه، حتى تقرأ وأنت مرتاح، وقبل أن تبدأ ضع في بالك أن الهدف الرئيسي من القراءة هي المتعة حتى تتحقق بعد ذلك الفائدة، واعلم أنه ليس من الضروري أن تنهي قراءة الكتاب في نفس اليوم لكي لا تجعل من القراءة فرضًا أو التزامًا لأن الفرض كافٍ أن يجعلك تشعر بالملل، بل اقرأ وقتما تشاء وحين تشعر أنك ضجرت من الكتاب اتركه وقم بشيء آخر حتى تريح عقلك قليلًا وارجع مرة أخرى للقراءة، ما هذه الخطوات إلا عبارة عن تمارين تمهدك إلى فن القراءة.
إلى جانب ذلك كله من الأمور التحفيزية التي تساعدك على الاستمرارية في القراءة هي أن تدون باختصار ما تقرأ أو أي معلومة تشعر أنها مهمة بالنسبة لك وستفيدك في حياتك، فضعها في مذكرتك حتى لا تنساها فذلك يشعرك بالرضا عما تقرأ وأن وقتك لم يضع عبثًا، فيكون لك عاملًا يشجعك على أن تستمر في القراءة.
وأيضًا هناك نقطة هامة يجب أن تعرفها وهي أنه قد يوجد حولك أشخاص يكرهون القراءة ولا يحبونها إطلاقًا فقد يؤثرون عليك سلبًا حاول قدر الإمكان أن لا تجالسهم، وفي حالة كانوا من المقربين منك فإن ذكروا شيئًا سلبيًا عن القراءة فحاول أن تغير الموضوع، لأنهم إن استمروا في الحديث السيء عنها فسيؤثرون عليك، واحرص على مخالطة محبي القراءة لأنهم بحد ذاتهم حافز ليجعلوك تقرأ.
ماذا بعد أن أصبحت شغوفًا بالقراءة؟ أو بمعنى آخر ما هي فائدة القراءة المستمرة؟ بالطبع كلنا نعرف أن القراءة تعطينا الكثير من المفاهيم والمعارف التي لم نكن نعرفها من قبل ثم تجعلنا من الطبقة المثقفة، وتسهم في تطور المجتمع أيضًا، ولكن يضاف إلى ذلك أنها مفيدة لصحة عقل الإنسان، تشير دراسة أمريكية أن الأفراد الذين يستمرون في عادات يستخدم فيها العقل كالقراءة فهم أقل عرضة للإصابة بالزهايمر، مما يبين أن العقل يحتاج لبعض التمارين كالقراءة حتى يظل سليمًا، كما في دراسة أخرى قام بها باحث في جامعة جلاسكو في إسكتلندا بينت أن قراءة كتب تطوير الذات تسهم بشكل كبير في تحسين نفسية القارئ وتعد مكافحة ومعالجة للاكتئاب، مما يبين لنا أهمية القراءة باعتبارها دواءً للإنسان.
أخيرًا آمل يومًا ما أن أجد الناس في الوطن العربي شيوخًا، شبابًا، صغارًا؛ الكتاب لا يفارق أيديهم، فبذلك ننعم بحياة أفضل ومجتمع أرقى، فلطالما كانت القراءة سرًا من أسرار تطور الشعوب.
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق