حول الكتاب
ظهر في تاريخ الاسلام علماء موسوعيون؛ صنفوا موسوعات متخصصة في المعارف والفنون المتداولة في عصرهم، تحولت في فترات لاحقة الى مراجع محورية؛ في التفسير وعلوم القرآن، والحديث، والرجال، والفقه، والفلسفة، وعلم الكلام، والتصوف، واللغة وآدابها، والتاريخ، والجغرافيا، والعلوم والفنون المتعارفة لديهم.
وربما ألف بعضُهم موسوعةً في غير واحد من العلوم؛ كما هو ابن سينا، الذي دوّن "القانون" في الطب، و"الشفاء" في الفلسفة. ولم يعرف تاريخنا تأليفا موسوعيا جماعيا، ينهض به فريق من الخبراء المتخصصين، مثلما شاع اليوم، في اعداد دوائر معارف وموسوعات وقواميس ومعاجم عامة أو متخصصة.
تتألف "موسوعة فلسفة الدين" من أجزاء عدة؛ يتناول كل منها القضايا الرئيسة في فلسفة الدين. الجزء الأول منها عبارة عن: "تمهيد لدراسة فلسفة الدين"، يتضمن نصوصا عدة تعالج؛ علاقة الدين والفلسفة، مفهوم فلسفة الدين، موضوعاتها، مجالاتها، مفهوم الدين، علاقة الدين والعقل، الايمان والعقل، وما له علاقة بذلك.
أنجز هذه النصوص فلاسفةُ دين ومفكرون وباحثون خبراء في فلسفة الدين؛ تتعدد مواطنُهم اللغوية وأديانُهم ومذاهبُهم، لكنهم يلتقون في مقاربة المسائل الدينية من منظور فلسفي، ويفكرون فيما هو مشتركٌ في الأديان، وعابرٌ للحدود الاعتقادية والإثنية والتاريخية والجغرافية والرمزية.
غير ان المحرر لا يذهب الى وجود كتابة تتحرر من أفق انتظار كل إنسان ورؤيته الكونية، وكينونيته الوجودية، كما تقول الهرمنيوطيقا، الا ان تكوينَ وموهبة المفكرين والباحثين المنشورة مساهماتهم في الموسوعة، ونمطَ عقلانيتهم التي تنتمي الى العالم الحديث، ومنطقَ تفكيرهم، وأدواتِ بحثهم، ومنطلقاتِهم، ووجهتَهم في البحث، وحريتَهم..كلُّ ذلك يجعل النصوصَ المنشورة في هذه الموسوعة معبرةً عن رؤية علمية، تصدر عن عقلانية الحداثة، ورؤياها الحرة الفسيحة، الجسورة، ومغامرتها في المراجعة والنقد، بل شجاعتها في تقويض وإبطال مفاهيمها ومواقفها، وعبورها؛ لحظة اكتشاف تهافتها.
تتسع "موسوعة فلسفة الدين" في الأجزاء القادمة لموضوعات؛ التجربة الدينية، الوحي والإيمان، الهرمنيوطيقا، لغة الدين، المعرفة الدينية، الدين والعلم، التعددية الدينية، علم الكلام الجديد، الدين والأخلاق.
روابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق