حول الكتاب
على الرغم من أزمنة الاضطراب التي يمر بها العالم حاليًا، والتي تصاعدت في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، واحتلال العراق وأفغانستان، والعمليات التي تسمى بالانتحارية ضد المصالح الغربية وانتشار الحركات الجهادية المتطرفة، التي ظهرت نتيجة شعور دائم هو أن الإسلام مازال يتعرض للهجوم الغربي الذي لا يتوقف، تظهر في خضم هذه الأحداث كتب تدرس حجم الإسهامات التي يدين بها الغرب لتبصرات الإسلام الروحية وهو حقًا أمر لافت للنظر. يقدم الكتاب الحالي عرضًا واسعًا للجذور المشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلام ساعيًا في الوقت نفسه إلى إظهار إسهامات الإسلام العظيمة في المجتمع الغربي، بما في ذلك إرساء أسس أنظمة التربية والتعليم والفلك والرياضيات والهندسة. كما يبين كيفية قيام القوى الغربية الأوروبية في إذكاء نار الأزمة الراهنة في الشرق الأوسط، ولماذا يجب على الجميع البحث عن حل عادل متوازن للمشكلات الناجمة عن هذه الأزمة. وفقًا لميرفي إن إحراز التفاهم بخصوص ذلك لا يمكن أن يبدأ إلا بالاعتراف الصريح بالتراث الروحي المشترك بين الغرب وعالم الإسلام، بما في ذلك مبادئ التسامح الديني واحترام العلم ومفاهيم الأخوة والفروسية.
على القارئ العربي الانتباه إلى أن هذا العمل كتب في مجمله من منظور فكري غربي ويخاطب من حيث الأساس القراء الغربيين، وأن يأخذ في الحسبان أنه سيصادف أفكارًا تعجبه وأخرى قد تستوقفه؛ لذلك كانت القراءة المطلوبة في التعامل مع المعلومات الواردة تستدعي التأني والتفكر والنقد أيضًا؛ وستؤدي هذه القراءة بدورها إلى نظرتين فكريتين مختلفتين في أثناء تكوين رأي تقويمي للكتاب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق