حول الكتاب
الكتاب الذي بين أيدينا ، اليوم ، يحمل عنوان : " الأحزاب ومشكلة الديمقراطية في مصر " ، ومؤلفه هو المفكر العربي القومي العربي التقدمي الاشتراكي المعروف الدكتور عصمت سيف الدولة . وتأتي أهمية هذا الكتاب .. أنه منذ يوم الحادي عشر من تشرين الثاني 1976 عندما ألقى السادات بياناً في مجلس الشعب المصري قال فيه : " اتخذت قراراً سيظل تاريخياً يرتبط بكم وبيوم افتتاح مجلسكم الموقر هو أن تتحول التنظيمات الثلاثة ، ابتداء من اليوم ، إلى أحزاب .. " .
منذ ذلك اليوم ، وحتى الآن لم تهدأ التساؤلات ، والتفسيرات ، والآراء المؤيدة ، والمعارضة لتشكيل الأحزاب ، وعن المستقبل السياسي لهذه الأحزاب ، وعن طبيعة "التجربة الديمقراطية" التي بدأت مع تشكيل هذه الأحزاب ، وعن مصير الاتحاد الاشتراكي العربي ، ولماذا ثلاثة أحزاب فقط .. وتصاعدت هذه التساؤلات ، والتفسيرات مع معركة الانتخابات التي خاضتها الأحزاب لعضوية مجلس الشعب ... ثم تصاعدت أكثر مع بحث مجلس الشعب المصري أخيراً ، لإصدار قانون الأحزاب ، وقد أصدره فعلاً ، وأتاح السماح بإنشاء أحزاب جديدة ضمن شروط ، وضوابط حددها القانون المذكور ، ثم عاد لمناقشة القانون مرة أخرى بعد أن اتسعت المناقشات ، حول مواد القانون ، وكيف يجب أن يكون .. !!!
والكتاب ، الذي بين أيدينا ، دراسة قانونية في الأحزاب التي تشكلت ، وما هي الأشكال القانونية ، والمواد الدستورية التي كان يجب أن تحذف ، أو تضاف مع قرار الرئيس السادات ، ليكون تشكيل الأحزاب مشروعاً من الناحية القانونية .
والكتاب ، ثانيا ، ليس مجرد دراسة قانونية في الدساتير ، فالدكتور عصمت سيف الدولة ، كما عرفناه من خلال مؤلفاته الكثيرة ، والغنية كماً ، ونوعاً ، لا يمكن أن يبحث في الأحزاب ، بمعزل عن الدستور ، والقوانين السائدة ، ولا يمكن أن يبحث في الدستور بمعزل عن علاقته باتجاهات النظام السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، ولا يمكن أن يبحث في اتجاهات النظام ، بمعزل عن الظروف التي جاءت بهذا النظام إلى الحكم .. الخ ..
وهكذا كان ... فالبحث في الأحزاب اضطر الدكتور سيف الدولة ، إلى بحث تاريخ مشكلة الديمقراطية في مصر ، قبل "الثورة" ، ثم "ثورة 23 تموز ـ يوليو" ، ومحاولاتها ، للبحث عن طريق لحل مشكلة الديمقراطية ، وتجاربها بهذا الخصوص ، منذ عام 1952، وحتى عام 1961 ، ثم مرحلة التصدي لها التي بدأت عام 1961 ، واستمرت حتى عام 1971 ، فالمرحلة التي بدأت عام 1971 ، فمشكلة الديمقراطية في المرحلة الحاضرة ، فرأيه بالأحزاب ، ثم اقتراح تحت عنوان ما العمل .. ؟ ، ويختتم كتابه بتقديم دراسة في أقوال جمال عبد الناصر ، وتطوره من الديمقراطية الليبرالية ، إلى الديمقراطية الاشتراكية.
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق