حول الكتاب
الجميع يولدون مزودين بموهبة ما، والزا سوميرز اكتشفت منذ وقت مبكر أن لديها موهبتين اثنتين: شم حادة وذاكرة قوية. وقد أفادتها الموهبة الأولى في كسب حياتها والثانية في تذكرها، إن لم يكن بدقة، فعلى الأقل بغموض عراف شاعري مانيس يكون كما لو أنه لم يحدث قط، ولكن ذكرياتها الحقيقية أو أوهامها كانت كثيرة، فكانت كما لو أنها تعيش مرتين. وقد اعتادت أن تقول لصديقها الوفي، الحكيم تاوتشين، ان ذاكرتها أشبه بكرش السفينة التي تعارفا فيها، فهي فسيحة ومظلمة، ممتلئة بالصناديق والبراميل والأكياس، تتراكم فيها أحداث حياتها كلها. لم يكن من السهل عليها وهي مستيقظة أن تجد شيئاً في تلك الفوضى الهائلة، ولكنها كانت تستطيع عمل ذلك وهي نائمة على الدوام، مثلما علمتها ماما فرسيسيا في ليالي طفولتها العذبة، حين كانت ظلال الواقع لا تكاد تكون سوى خط نحيل من حبر باهت. فكانت تدخل إلى عالم الأحلام عبر درب طالما اجتازته وترجع بحذر شديد واحتياطات كبيرة كي لا تمزق الرؤى الباهتة بارتطامها بنور الوعي الفظ. لقد كانت تثق بهذا الأسلوب مثلما يثق آخرون بأسلوب الأرقام، وقد شحنت فنون التذكر إلى حد صارت معه قادرة على رؤية مس روز منحنية فوق علبة صابون مرسيليا التي كانت مهدها الأول. تقدم إيزابيل ألليندي في "ابنة الحظ" أكثر رواياتها طموحاً، عالماً مذهلاً يعج بشخصيات حميمة ستبقى في ذاكرة القراء وقلوبهم إلى الأبد، ولعل من أبرز هذه الشخصيات، شخصية "خواكين موربيتا" تلك الشخصية الأسطورية التي كرس لها بابلو نيرودا مسرحيته الشعرية الوحيدة "تألق خواكين موريتيا ومصرعه" في روايتها هذه تصدر الروائية ومن خلال الأحداث مجتمعها في مرحلة موسوفة بالعنف والجشع، حيث الأبطال يفتدون الحب والصداقة، والجرأة والتعاطف الإنساني والكاتبة إيزابيل الليندي كاتبة تشيلية ولدت عام 1942، وعملت في الصحافة مذ كانت في السابعة عشرة من عمرها. حققت شهرة كبيرة برواياتها التي أوصلتها إلى قمة الرواية الأميركية اللاتينية. من أبرز أعمالها: "بيت الأرواح" و"ايفالونا" و"حكايات ايفالونا" و"الحب والظلال" و"باولا" و"الخطة اللانهائية" و"افروديت".
رابط التحميل
0 التعليقات:
إرسال تعليق