صراع القوى الكبرى على سوريا: الأبعاد الجيوسياسية لأزمة 2011 - جمال واكيم


حول الكتاب

ما الذي يحدث في سورية؟... لم يعد ممكناً التكهُّن بمصير شرقٍ يشتعل.. معارضون يتَّفقون ويختلفون وينقسمون وموالون بين مقتنعين وحذرين وخائفين... ما يجري في سورية الآن مَردُّهُ عاملان: "خارجي يتمثَّل في تقاطع مصالح دول عدَّة"، "وداخلي ناجم عن تراكمات وتصفية حسابات".

وما يجري له خصوصية بالغة، لا تشبه ما في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو البحرين. وما مِن سيناريو قادر على تحديد الخواتيم... إنتماءات متناقضة يعزّزها توزُّع جغرافيٌّ غير متجانس... وحقيقتان لا يمكن التغاضي عنهما: "لا استقرار في سورية إلا بتوافق اثنتين من القوى الإقليمية إيران أو العراق، تركيا، مصر"، "ولا سيطرة على سورية إلا بمفتاحين: دمشق أولاً وحلب ثانياً، وبالانتباه إلى البادية، الخاصرة الهشة لسورية".

كتابٌ يدخل إلى عمق الأزمة، متسلِّحاً بالشمولية والتكامل: ناظراً، إلى بلاد الشام، على أنها قلبٌ لبلاد ما بين النهرين وتركيا ومصر، ينفتح على الجزيرة العربية ليحلِّل ويفسِّر الأبعاد الإقليمية والدولية للثورة التي تفجّرت في ربيع العام 2011 في سورية.

ولأهمية هذا الموضوع، توزعت فصول الكتاب على إحدى عشر فصلاً يتناول الفصل الأول تاريخ الصراعات على سوريا منذ فجر التاريخ حتى القرن العاشر الميلادي، ويركز على دور سوريا المحوري في العلاقات الدولية وصراعات القوى العظمى.

ويشهد على ذلك توقيع أول معاهدة دولية على أرض سوريا بين ملك الحثيين والفرعون المصري رمسيس الثاني، عام 1284 قبل الميلاد، ويتناول الفصل الثاني الصراعات التي نشبت على سوريا ما بين القرن الحادي عشر وأوائل القرن الرابع عشر، ثم مرحلة السلام التي عاشتها البلاد في ظل المماليك حتى أوائل القرن السادس عشر.

أما الفصل الثالث، فيتناول وقوع سوريا والبلاد العربية الأخرى تحت الحكم العثماني والتحولات الدولية التي شهدها العالم حتى أواخر القرن الثامن عشر، ويتناول الفصل الرابع الضعف الذي دبّ في الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر والتنافس الإستعماري على المشرق وإعتبار الدُّولِ الإستعمارية سوريا مدخلاً لإحداث إختراق في قلب الدولة العثمانية والعالمين العربي والإسلامي.

ويركز الفصل الخامس على المرحلة التي تلت إنهيار الدولة العثمانية وتقاسم بريطانيا وفرنسا سوريا على شكل إنتداب فرنسي فُرض على سورية ولبنان (وسط سوريا وشمالها)، وإنتداب بريطانيا فُرض على فلسطين والأردن (جنوب سوريا)، حتى وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، وهو يحلل الأسباب التي جعلت سورية تشهد سلسلة إنقلابات ميّزت الحياة السياسية فيها خلال الخمسينيات والستينيات.

ويركز الفصل السابع على عهد الرئيس حافظ الأسد خلال السبعينيات والثمانينيات، ويحلل العوامل التي أدت إلى إستقرار نظامه، إضافة إلى التحديات التي واجهته خلال تلك الحقبة، أما الفصل الثامن فيتناول التحديات التي واجهت سورية عقب إنتهاء الحرب الباردة مع التركيز على مرحلة مفاوضات السلام بين عامي 1991 و1996.

كذلك يتناول الفصل التاسع التحولات الإقليمية والدولية التي يؤدي تحليلها إلى فهم التحولات الدولية التي شهدتها بداية الألفية الثالثة، وسيسهم هذا التحليل التراكمي عبر التاريخ في محاولة فهم التحولات السياسية خلال عهد الرئيس بشار الأسد في الفصل التاسع والعاشر وصولاً إلى تحليل أسباب الأزمة الراهنة، من وجهة نظر التأثيرات الجيو- سياسية في منطقة الشرق الأوسط على سورية في الفصل الأخير.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق