أزمة الأيديولوجيات السياسية - أمين حافظ السعدني


حول الكتاب

على الرغم من ذلك الاستقطاب المذهبى وتلك الصراعات الفكرية التى دارت رحاها بين الأيديولوجيتين الشيوعية والرأسمالية على مدار غالبية القرن العشرين، واستماتة كل منهما فى إثبات صوابية توجهها؛ فإن أيا من هاتين الأيديولوجيتين لم تف بتحقيق مفهوم الصالح العام، وهو المحور الذى تدور حوله كل الفلسفات السياسية على مدار التاريخ؛ لكون هذا الصالح أوسع وأعمق من أن يحتويه مذهب محدد أو مجموعة أفكار جزئية، ويستعصى بلوغه على تلك الثنائيات الحدية المغلقة التى ترى (إما/أو) فقد فشلت الشيوعية عندما اختزلت حقيقة الوجود الإنسانى المركب فى نظرية أحادية مقفولة، تمركزت حول الاقتصاد كأحد جوانب الحقيقة وتجاهلت بقية جوانبها، وأسرفت الرأسمالية- خصوصا بعد تعولمها- فى التركيز على الجوانب السياسية والقانونية، التى أطلقت العنان للحرية الفردية فى المجال الاقتصادى، فأجهزت على متطلبات العدالة لصالح تصعيد حرية السوق، وهو ما أدى فى النهاية إلى موت الشيوعية بالسكتة الأيديولوجية، وتعرض الرأسمالية للاختناق. غير أن التجربة التاريخية هى التى ستظل دوما معيار الحكم على مقولات السياسة والاقتصاد.


شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق