قراصنة وأباطرة: الإرهاب الدولي فى العالم الحقيقي - نعوم تشومسكي


حول الكتاب

في الفصل الأول من الكتاب والذي جاء تحت عنوان "السيطرة على الأفكار: حالة الشرق الأوسط" يورد شومسكي ما كتبه هارولد لوسيل في "موسوعة العلوم الاجتماعية" في سنة 1993، قائلاً: "يجب علينا ألا نخضع للغوغائيات الديمقراطية حول رجال هم أفضل حكام على مصالحهم الخاصة، علينا أن نجد طرقاً تضمن أن يتبنوا القرارات التي يتخذها زعماؤهم بعيدو النظر، وهو درس تعلمته الصفوة المهيمنة منذ وقت طويل، ويتمثل في بروز صناعة العلاقات العامة".
ويدرس شومسكي حملات التثقيف العام، مبيناً أن حرفة رجال الدولة توفير "الوهم الضروري" الذي يوفر العقيدة التي يتوجب غرسها في عقول الأقل موهبة، مثلما هو مألوف في العلوم الاجتماعية الأميركية وفي التعليقات الليبرالية بشكل عام.. فقصف ليبيا كما يذكر شومسكي حقق نجاحاً في العلاقات العامة في الولايات المتحدة ويضيف شومسكي أن عبارتي "الإرهاب" و"الانتقام" ذات معنى خاص في الساحة السياسية الأميركية، فالإرهاب يشير إلى عمليات إرهابية يقوم بها قراصنة مختلفون، وبخاصة العرب، وفي الوقت ذاته فإن العمليات الإرهابية التي يقوم بها "الإمبراطور" وعملاؤه تسمى ثأراً "أو ربما" ضربات استباقية مشروعة لتجنب الإرهاب، بعيداً تماماً عن الحقائق. وفي هذا يرى شومسكي إن عبارة "رهينة ـ كما هي عبارات "الإرهاب" و "معتدل" و"ديمقراطي" وعبارات أخرى تطلق في السياق السياسي، ذات معنى فني ضمن النظام العقائدي السائد، فحسب هذه المعاني يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تشن حملات اعتقال ضد شعوب تعتبرها "رهينة" لملاحظات على أداء حكوماتها وعدم تطابق سياستها مع مصالح السياسة الأمريكية.
وعن علاقة "إسرائيل" بالولايات المتحدة يشير شومسكي أن أميركا تنظر إلى "إسرائيل" كعميل مخلص ومفيد، وتنظر إلى الفلسطينيين كإرهابيين ومتوحشين.
ويرى شومسكي في كتابه، أن خدمات "إسرائيل" للولايات المتحدة "كمركز قوة استراتيجية" في الشرق الأوسط، تساعد في تفسير إخلاص الولايات المتحدة، منذ تولي كيسنجر لصنع السياسات إزاء الشرق الأوسط في أوائل السبعينات، للإبقاء على المجابهة "العسكرية" والمأزق الذي خلقه كسينجر. فلو تم السماح للولايات المتحدة بعقد تسوية سلمية وفقاً للإجماع الدولي. لاندمجت إسرائيل تدريجياً في المنطقة، ولخسرت الولايات المتحدة خدمات "دولة" مرتزقة قيمة، قادرة عسكرياً، ومتقدمة تكنولوجياً، دولة منبوذة، تعتمد اعتماداً كلياً على الولايات المتحدة من أجل بقائها الاقتصادي والعسكري، وبالتالي عالة على غيرها، فتكون متوفرة لتقديم الخدمات حين تدعو الحاجة. يصل شومسكي في نهاية الفصل الأول بعد أن يورد عمليات القرصنة الأميركية في الكثير من دول العالم، والاتهامات الأميركية الجاهزة لشعوب بأكملها لمجرد رفضها وعدم انصياعها للسياسة الأميركية، لتقول: إن كل من يختلف مع الإدارة الأميركية ولا يخضع لمشيئتها ولمفهومها السياسي يعتبر إرهابياً، وفي هذا ينطبق هذا "القانون" على الفلسطينيين الرافضين لمفهوم "السلام" بالمنطق الأميركي.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق