الكونتراباص ـ باتريك زوسكيند


حول الكتاب

إنه عازف الكونترباص –ولمن لا يعرفها فهي الألة الكبيرة الضخمة الأشبه بالكمان ذات الصوت الغليظ الذي يقف العازفين عليها في نهاية أي مسرح وفي الخلف من أي أوركسترا سيمفوني- ولذلك فإن عازف الكونترباص له من مهنته نصيب.
هل فكرت يومياً أن تقرأ رواية عبارة عن مونولوج طويل؟! بالتأكيد عندما تفكر في ذلك تشعر بالملل، هل من الممكن أن أستغرق في قراءة حوار شخص واحد مع ذاته طوال الرواية، واللطيف بالطيع أنك لن تجد شخصيات بالرواية سواه، هو البطل وسنيد البطل والكومبارس هو الرواية بأكملها وهو من يتحدث من أول صفحة بالرواية حتى ورقة النهاية، ولكن دعني أؤكد لك أنه يالعجب لن تمل.
إنه عازف الكونترباص حياته كلها إعادة تمثيل لدوره على المسرح. إنه دائماً في الظل حيث لا ينتبه له أحد، إنه ملح الأرض الذي لا غنى عنه وعن أشباهه ولا انتباه لهم أيضاً فلا نجمة الفرقة المبدعة سارة ستنتبه له،  ولا مدير الفرقة سيجعله نجم يحظى بعرض منفرد كأي عازف لأي أله أخرى.
وبعد حوار طويل شيق يغوص في أعمق أعماق النفس البشرية، يقرر عازف الكونترباص أن يتمرد إن لديهم حفلة سيحضرها رئيس الوزراء وهكذا سيقرر أن يتقدم الجميع ويخرج عن الدور المرسوم له ويصرخ باسم سارة  ويعلن حبه لها على المسرح أمام الكاميرات والأضواء والساسه، سيظهر للعلن ويعلن انه ليس في الظل وأيمجد سارة. لن يهمه لو قتله حراس رئيس الوزراء أو تقبضوا عليه فقط يهمه أن يأخذ هذه الحركة.
وهكذا تنتهي الرواية بهذا القرار دون أن نتمكن من معرفته هل فعل ذلك حقاً أم انها مجرد أحلام في خيال مريض. الرواية ممتعة ولها حس مرهف عالي ولغة شيقة جميلة وتستحق أن تقرأها.

رابط التحميل

شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق