فترة العشرينات من عمرك، هي سنين الاكتشاف، ففيها تعرف من أنت، وماذا تريد، وكيف ستحقق ما تريد.
العادات التي تمارسها خلال هذه الفترة من حياتك، تعمل على تشكيلك، وتحدد كيف ستعيش باقي حياتك. فإن كانت عاداتك جيدة، فهي قد تكون الفيصل بين نجاحك أو فشلك.
لقد قمنا بأخذ النصائح من رياديي أعمالٍ وأكاديميين وأشخاص بثقل إعلاميّ ثم لخصناها لنقدم لكم عادات يجب على الجميع أن يتقنها في فترة مبكرة من عمرهِ ليعيش حياةً مليئة بالنجاح.
1- تعلم من كل فشل
يقول المؤلف والمستثمر جيمس ألتشر: “الاستماع يشبه برمجة الكمبيوتر، أنت تأخذ بعض الأشياء، ثم تقوم بمعالجتها، ثم ستلاحظ أثرها ينعكس في حياتك. أما التعليم النظامي فهو أمر مختلف تمامًا حيث أنه يدمر حياتك”.
حتمًا سوف تقع في الأخطاء بغض النظر عن ظروفك المالية والفكرية والأخلاقية، وسوف تضطر للتعامل مع التحديات غير العادلة وغير المتوقعة. وهذا الجانب من حياتك إلى حد كبير هو خارج سيطرتك، ولكن ستبقى دائمًا المسؤول عن كيفية إدراكك ومواجهتكَ له!
يقول ألتشر: “كل ما عليكَ فعله هو الاسترخاء، لأن هذه الأشياء ستقع على كل حال، استمتع بها لأنه لن يكون بمقدورك تفاديها. هذه الأخطاء هي فرصتك الحقيقية للتعلم، اجعلها هدفك الوحيد”.
2- خُض غمار المخاطرة
يقول جيسي غولدنبرغ: “إذا لم تكن لديك عائلة لتصرف عليها أو شخص لتعيله، فإن العشرينات هي الفترة المناسبة لتصنع قفزة قوية في حياتك وتتبع شغفك”. يذكر بأن غولدنبرغ قد ترك فرصة عمل واعدة في مجال الإعلام بعد تخرجهِ من الجامعة ليبدأ مشروعه الخاص والذي حقق نجاحًا باهرًا.
وبالطبع فخوض المخاطر حدَّ الاستهتار هو شيء أسوأ من قمع الطموح ذاته. يوصي تيم فيرس، مؤلف كتاب “4 ساعات عمل أسبوعية”، بهذه المعادلة من أجل قياس المخاطرة وهل تستحق الخوض أو لا:
قم بإحضار ورقة ثم قم بطيها إلى 3 أعمدة.
اكتب في العمود الأول العواقب السيئة التي قد تحصل في حال إذا فشلت. فكر في أسوأ الاحتمالات.
حدد في العمود الثاني الطرق التي يمكن بها الحد من احتمالية حدوث تلك العواقب السيئة.
اكتب في العمود الثالث كيف ستتجاوز وتتخطى كل السيناريوهات التي قمت بتخيلها وكتبتها في العمود الأول.
3- استمر في التعلم، فكلما زاد العلم، قلت الخرافة:
مارك كيوبان المستثمر في شركة تانك ومالك شركة دالاس مافريكس والذي أصبح مليونيرًا في مجال الصناعات التكنولوجية، والذي لم يحصل أن درس علوم الكمبيوتر أساسًا، يقول بأن فترة العشرينات من عمرهِ كانت كالآتي: “مع قليل من الوقت وكثير من الجهد، كنت قادرًا على معرفة كل تقنية جديدة يتم إصدارها”.
ليس للتباهي، ولكنها رسالة لك. إن كنت تريد النجاح حقًا وتريد أن تثري مهنتك، فعليكَ أن تعطي لعادة كسب المعرفة والتعلم الوقت والجهد اللازمين لجعلك مميزًا.
يضيف كيوبان: “إن فترة الجامعة، هي الفترة التي تدفع فيها مالًا لتتعلم، ولكن بعد التخرج، هي فرصتك ليتم الدفع لك مقابل ما تتعلمه. حتى لو لم تكن متخرجًا حديثًا، فإن نفس المبدأ ينطبق عليك. الآن فرصتك في الحصول على المال مقابل تعلمك!”.
4- اقترب وكن مع الأشخاص الذين يجعلونك أفضل
يقول المؤلف وريادي الأعمال التكنولوجي (بن كاسونوتشا) بأنه قد عمل على مقربة من مؤسس موقع LinkedIn ورئيس مجلس إدارتهِ ريد هوفمان لعدة سنوات، وقد كتب بأن أعظم درسٍ قد تعلمه من هوفمان هو: “أنت عبارة عن خلاصة (متوسط) الأشخاص الخمسة الذين تقضي معظم وقتك معهم. فعلًا المرء على دين خليلهِ”.
لا توجد هناك أية أهمية للحفاظ على العلاقات الشخصية أو المهنية الضارة تحت مسميات مثل الولاء.
“إذا كنت تريد تقديم أفضل ما لديك، وأقصى ما يُتوقع منكِ، فعليك أن تحيط نفسك دومًا بأشخاص منافسين لك، يكونون أقوياء حينما تكون أنت ضعيفًا. واعمل بأقصى ما تستطيع أن تعمل” – مؤسس راينتيس، بيث دون.
5- ابنِ شبكة علاقات مهنية حقيقية وجادة
بناءً على هذه النقطة، لا تعمل على تنمية عادة الذهاب لِما يسمى بفعاليات التواصل، كي تجمع بطاقات أعمال بشكل عشوائي وأعمى آملاً أن يتصل بك أحدهم يومًا ما ويساعدك.
احرص دومًا على لقاء شخصيات موهوبة ومثيرة للاهتمام، ودائمًا أعطِ الأولوية للشخصية عما تراه مفيدًا. يقول مؤسس موقع “المؤثرون” جون ليفي: إن أكثر ما يساعدك هو إضفاء التنوع في شبكة التواصل، والسبب هو أنك في كل مرة تضيف شخصًا إلى شبكتك من مجال عملك، فأنت لا توسع شبكتك كثيرًا، لأنه غالبًا سيعرف نفس الأشخاص الذين تعرفهم أنت مسبقًا”.
يقترح ليفي بأخذ مشورة الأستاذ آدم غرانت حيث قال: “إن كنت المُعطي في أي علاقة، فإنه عليك بناء علاقات نوعية، حيث ستعمل تلك العلاقات على إعطائك فرصًا على المدى البعيد. في الواقع، كلما خدمت الناس أكثر، فأنت تزيد من فرص حظك ونجاحك أكثر. كن خدومًا!
6- ادَّخر واستثمر من أجل المستقبل
من الضروري تطوير عادة تمويل شخصي سليمة، وكلما كانت مبكرة أكثر، كانت أفضل أكثر.
قم باقتصاص جزء من راتبك وضعه في صندوق ادخارك للحالات الطارئة، احفظ لنفسك جزءًا من المال ولا تلمسه إلا إن كنت في حاجة ماسة له. “سيكون هذا هدفًا جيدًا لتُراكِم منه ما تقتصه من رواتب 3 أشهر” حسبما قال المخطط المالي المعتمد جوناثان ميني.
7- اعتنِ بصحتك جيدًا
الموضوع المشترك بين مستخدمي موقع “Quora” هو أنهم يتمنون التخلص من عادات الأكل والشرب السيئة في فترة شبابهم، ووضع نظام لياقة بدنية قبل أن تبدأ القيود المادية للشيخوخة بالازدياد والاستقرار.
8- أحِبْ ما تعمل
قدم ستيف جوبز، المؤسس والرئيس التنفيذي الراحل لشركة أبل، واحدًا من أفضل خطابات التخرج على منصة جامعة ستانفورد عام 2005، بعد أن تم تشخيص إصابتهِ بمرض سرطان البنكرياس.
قال جوبز: “تَذكُّر أني سأموت قريبًا كان واحدًا من أهم الدوافع لي لاتخاذي للقرارات الكبيرة في حياتي”.
يوضح جوبز إن هذه العقلية تجعلك تفهم أهمية عملك. حيث قال: “الطريقة الوحيد للقيام بعمل عظيم، هو أن تحب ما تعمل حقًا”. “إذا لم تجد ما تحب، فاستمر في البحث. لا ترضَ بأي شيء أقل مما تحب. وكما كل شيء مرتبط في القلب، فستعرف ما تحب حينما تعمل بهِ وتراه”.
أن ترضى بعمل لا تحبه يعني أنك تعيش حياتك حسب وجهة نظر شخص آخر، وكذلك الأمر حينما تقدم الراتب على كل أولوية. “لا تجعل ضجيج آراء الآخرين يغرق ويقتل صوتك الداخلي. والأهم من ذلك كلهِ، عليك التحلي بالشجاعة لتتبع قلبك وحدسك” – ستيف جوبز.
9- لا تجعل عملك يسرق حياتك الشخصية
في الوقت الذي تكون فيه مشغولًا بجعل قيمة لنفسك في فترة العشرينات. لا تطور عادة “تجاهل” حياتك الشخصية.
تقول أريانا هافينغتون، أحد المشاركين في تأسيس الهافينغتون بوست: “لو كان بإمكاني العودة بالزمن للوراء، فأنا سوف أعرض على نفسي ذات الـ 22 سنة هذا الاقتباس للكاتب براين أندريس: (كل شيء تغير تمامًا في اليوم الذي عرفت فيه أن هناك متسعًا من الوقت للقيام بكل الأشياء الهامة في حياتها). تقول هافينغتون أن تلك النصيحة كانت ستساعدها في حالات الضغط الشديد الذي تعرضت له فترة طويلة قبلًا.
تعلم متى يكون عليك أن تنسحب خطوة للوراء، وتعلم أن تكون فخورًا بما حققت وأنجزت، وإذا كنت مهووسًا بعملك، فعليك أن تعرف بأنك ستكون أكثر إنتاجية إذا ما سمحت لنفسك بالاستمتاع بالحياة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق