تشهد السينما العالمية هذه الأيام جدلاً واسعاً بسبب الأزمة السياسية الأخيـرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية التي سببها فيلم The Interview للممثلين جيمس فرانكو وسيث روغين.
ماحدث ببساطة شديدة هو الإستهزاء بكوريا الشمالية ورئيسها كيم جونغ أون في الفيلم، مع إغتياله في آخر الفيلم وقيام ثورة في البـلاد؛ مما أدى إلى إثارة سخط كوريا الشمالية وقامت باختراق شركة سوني بيكتشرز -وهي الشركة المنتجة للفيلم- بالإضافة إلى تسريب وثائق خطيرة.
فقام الرئيس الأمريكي باراك اوباما بالرد على كوريا الشمالية وتهديدها، فقامت كوريا برد التهديد أيضا إلى اوباما وسوني، مما أدى إلى اتخاذ سوني بالتعاون مع الولايات المتحدة قرارها بعرض الفيلم على شبكة الانترنت للعالم أجمع، وانقطاع الانترنت عن كوريا الشمالية لمدة يوم كامل!
في الحقيقة لم يكن The Interview الفيلم الوحيد الذي سبب جدلاً واسعا حول العالم، وإثارة أزمات سياسية بين الدول؛ هناك العديد من الأفلام الأخرى على مر تاريخ السينما سببت جدلاً هائلا وأزمات سياسية، ودينية..
Birth Of Nation – 1915
من أفلام السينما الصامتة، واحداً من أوائل الأفلام التي أثارت جدلاً واسعا على النطاق العالمي بشكل عام، وفي الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، وهو مأخوذ عن رواية تحمل إسم The Clansman.
الفيلم الدرامي يتحدث عن الحالة في الولايات المتحدة أثناء الحرب الأهلية آنذاك، كان الفيلم منحازاً بشكل غير عادي للأشخاص ذوي البشرة البيضاء، في حين أظهر الأشخاص ذوي البشرة السوداء بالمجانين، وأصحاب العنف، وعدوانهم الجنسي الدائم على النساء.
الفيلم حقق نجاحا هائلا على المستوى التجاري، ولكن أثار سخط العالم بسبب إتهامة بإثارة الفتنة.
الفيلم بالكامل
The Great Dictator – 1940
من روائع شارلي شابلن، أثار الفيلم ضجة هائلة حول العالم آنذاك بسبب تناوله شخصية أدولف هتلر بشكل كوميدي ساخر، فكان هتلر في هذه الفترة من أهم الشخصيات العالمية.. الرسالة كانت واضحة تماما في الفيلم وهي مهاجمة هتلر بجميع سياساته بشكل هزلي.
كان الفيلم سبباً في إحداث أزمة سياسية بين الولايات المتحدة وألمانيا النازية،وكان أيضا من أفلام السينما الصامتة.
الفيلم بالكامل
Lolita – 1962
من أفلام المخرج الأمريكي ستانلي كوبريك، الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الإسم، تتمحور قصة الفيلم حول شاب مُغرم بفتاة صغيرة في السن تدعى لوليتا، القضية الأولى كانت تركيز الفيلم على الجوانب الاستفزازية فقط من الرواية وترك العديد من الأحداث لخيال المشاهدين.
القضية الثانية كانت صغر سن الممثلة سو ليون التي تقوم بدور لوليتا، حيث كانت تبلغ من العمر 14 عاما فقط، مما أثار أزمة حادة مع الرقابة السينمائية بسبب عدم ملائمة دور مثل هذا لفتاة بهذا السن وكاد الفيلم يُمنع من العرض نهائيا، ولكن علّق المخرج كوبريك على الأمر بأن قوانين الرقابة هزلية وغير مقنعة وإذا سار على نهج هذه القوانين لن يقوم باخراج أي فيلم.
Bonnie and Clyde – 1967
يتناول الفيلم قصة بوني وكلايد، وهما زوجان أمريكيان عاشا في الغرب الأمريكي في ثلاثينيات القرن الماضي، اشتهرا بوني وكلايد بالسرقة والنصب وقتل الأبرياء والأطفال، وكان يطلق عليهما في هذه الفترة بأعداء المجتمع حتى قُتلا هما الاثنين في 23 مارس عام 1934.
تم تجسيد الشخصيتين وأعمالهما الإجرامية في هذا الفيلم عام 1967 مما أدى إلى إثارة جدلاً واسعا بسبب مشاهد العنف المبالغ بها من السرقة واستخدام الأسلحة النارية في قتل الأطفال والأبرياء، بالإضافة إلى اعتراض الكثير من النقاد والمشاهدين على تجسيد هاتين الشخصيتين من الأساس وتسليط الضوء عليهم وتعريف العالم بهم وبأعمالهم الإجرامية.
A Clockwork Orange – 1971
فيلم آخر مثير للجدل من أفلام المخرج ستانلي كوبريك، واحداً من أقوى أفلام الجريمة آنذاك، أثار جدلاً غير عاديا بسبب تناوله للعديد من مشاهد العنف الجنسي وتسليط الضوء على الطب النفسي كمصدر للشر، ومناقشة العديد من القضايا الإجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى جرائم المراهقين والعصابات.
الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الإسم للكاتب الإنجليزي أنتوني برجس، تم ترشيح الفيلم لأربع جوائز أوسكار وتم تصنيفه في أمريكا بتصنيفX وهو تصنيف الأفلام الإباحية، بالإضافة إلى حظر عرضه تماما في بريطانيا.
Fahrenheit 9/11 – 2004
الفيلم الوثائقي المثير للجدل للمخرج الأمريكي مايكل مور، يتناول الفيلم الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش و ينتقد سياساته فيما يسمى “الحرب ضد الإرهاب” بعد أحداث 11 سبتمبر الشهيرة، بالإضافة إلى تجسيد وسائل الإعلام الأمريكية وكيف تعاملت مع الحدث.
كان الفيلم واحداً من أقوى الأفلام السياسية المثيرة للجدل آنذاك، حيث تم عرضه لأول مرة في مهرجان كان بفرنسا، وحصل على أطول فترة تصفيق في تاريخ المهرجانات على الإطلاق والتي استمرت لمدة 20 دقيقة، ونال الفيلم مايقرب من 26 جائزة مختلفة و 12 ترشيحا.
تناول الفيلم بشكل صارم، تزوير الإنتخابات الأمريكية عام 2000، واعتراض النواب على الإنتخابات بالإضافة إلى قرار المحكمة العليا بتعيين جورج دبليو بوش رئيسا للبلاد، وعوامل فشل بوش في إدارة الولايات المتحدة، والممارسات المشينة التي كان يقوم بها.
The Passion Of The Christ – 2004
في نفس العام تم صدور فيلم آخر مثير للجدل، ولكن هذه المرة بطابع ديني، ومن إخراج ميل جيبسون، يتناول الفيلم الـ 12 ساعة الأخيرة في حياة المسيح من الاعتقال والمحاكمة والصلب مع إعادة للماضي “فلاش باك” بالذكريات التي تتناول طابعا دراميا ودينيا.
أثار الفيلم جدلا واسعا بين جميع الأوساط العالمية، وأثار إستياء العديد من الأشخاص بسبب المشاهد الغير لائقة التي ظهر بها المسيح وكذلك مشاهد العنف، على الرغم من ذلك استطاع الفيلم الحصول على إيرادات تقدر بـ 600 مليون دولار في الأسابيع الأولى من عرضه، بالإضافة إلى كونه أكبر فيلم غير ناطق بالانجليزية تحقيقا للايرادات في تاريخ السينما الأمريكية، حيث كان الفيلم ناطقا باللغات الأرامية واللاتينية والعبرية.
أثار الفيلم أيضا جدلا واسعاً في المنطقة العربية بين مهتم ومعارض، حيث اهتمت الفئات المسيحية في البلدان العربية بالفيلم خاصة أن الحوار كان بالأرامية التي لا تزال بعض الطوائف تتحدث بها ضمن قداديسها، أما عن رجال الدين الإسلامي انتابهم الغضب الشديد لتجسيد صورة المسيح الذي يُعد يمثابة نبي من أنبياء الله عند المسلمين وغير مقبول بتاتاً تجسيد صورة الأنبياء، لذا قام كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والأزهر الشريف بمنع عرض الفيلم تماما في الأراضي العربية والإسلامية لما فيه من إهانة للمسيح.
Borat – 2006
الفيلم الكوميدي بورات، تتمحور قصة الفيلم حول رجل من كازاخستان أراد الذهاب إلى الولايات المتحدة للتعلم من ثقافتهم بصحبة صديقه، ولكنه تفاجئ بالثقافة التي لم يكن يتوقعها على الإطلاق من هذا الشعب..!
أثار الفيلم جدلاً واسعا بسبب إظهاره للشعب الأمريكي على أنه متخلف ثقافيا ومازالت لديه النظرة العنصرية في كل شئ، ومدى العنف المتواجد بداخلهم ولكن في إطار كوميدي، بالإضافة إلى الاستهزاء من الأديان المختلفة، إلى أن تم منعه من العرض نهائيا في الدول العربية، وقامت العديد من الدول الأجنبية الأخرى بمصادرته من السينمات وعلى رأسهم روسيا.
Noah – 2014
فيلم “نوح” للممثل الأمريكي راسل كرو والمخرج دارين أرنوفيسكي، من اسم الفيلم؛ فهو يجسد قصة النبي نوح وخاصة الجزء المتعلق بالسفينة، صدر الفيلم في الولايات المتحدة في شهر مارس الماضي، ولكن بالطبع أثار جدلاً واسعا وضجة هائلة في المنطقة العربية والأراضي الإسلامية، مما أدى إلى منع عرض الفيلم في الدول العربية والإسلامية، بسبب أولا منع تجسيد الأنبياء، وثانيا التحريف الهائل في أحداث الفيلم لاعطائه طابع درامي.
من أبرز الدول التي أقرت بمنع عرض الفيلم هي المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والإمارات، في حين رفضت مصر إبداء أي رأي رسمي حول الأمر ولكنه لم يُعرض أيضا، إلا أن الرقابة اللبنانية وافقت على عرضه في البلاد بدون جدل.
Exodus: Gods and Kings – 2014
فيلم آخر مثير للجدل، حيث يعد الفيلم الثالث إثارة للجدل خلال عام 2014، القضية حول الفيلم قضية دينية أيضا، حيث يتناول قصة النبي موسي ويقوم بدوره الممثل الأمريكي كريستيان بيل، وفرعون مصر “رمسيس الثاني كما هو مذكور بالفيلم” ويقوم بدوره الممثل الأمريكي جويل أدجرتون.
تدور أحداث الفيلم حول خروج سيدنا موسى بشعب اسرائيل للبحث عن الأرض الموعودة، وتم إثارة جدلاً شديدا حول الفيلم في المنطقة العربية والإسلامية بسبب منع تجسيد الأنبياء أيضا وكذلك المغالطات الكثيرة التي يحملها الفيلم، وكالعادة تم منع عرضه من الدول العربية تماما وعلى رأسها مصر التي سبقت الجميع في قرار المنع هذه المرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق