مجموعة من أبرز ماقدمته الحضارة العربية من إنجازات واختراعات علمية


في الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة في عصور من الظلام والانحطاط، كانت الحضارة العربية القديمة تقدم للبشرية جمعاء أفضل الإنجازات العلمية في عصرها الذهبي، عندما كانت مدن مثل بغداد والقاهرة ودمشق والقيروان وفاس وقرطبة تعج بالعلماء والمخترعين والصناع المهرة، الذين قدموا العديد من النظريات العلمية، التي نحيا بها إلى يومنا هذا.
وبتبدل الأحوال وانقلابها أصبحنا اليوم نعتمد على الغرب في كل شيء، فاسحين له الطريق في التقدم والتطور بسبب انكفائنا وتراجعنا الحاصل اليوم في مختلف مجالات العلوم، وانشغالنا بصراعات لا تغني ولا تثمر سوى المزيد من الدمار والتراجع الذي دفع القلة القليلة الباقية من علماء الأمة إلى التفكير بالهجرة، وضياع جيل كامل من الشباب بسبب الخلافات السياسية والعرقية المقيتة.
وبعد أن خسرت المدن التي ذكرناها دورها الريادي في أن تكون منارات علمية هامة تضيء على البشرية باختراعات وابتكارات علمية ، لا بل تحولت إلى أسواق استهلاكية لكل ما هو آتٍ من أوروبا والغرب عموماً، تلك الإنجازات العظيمة التي قدمناها للبشرية أصبح الكثير منها في طي النسيان أو نسب للغير.
إليكم الابتكارات والاختراعات القديمة التي قدمتها الحضارة العربية والإسلامية للعالم:

الجراحة وأدواتها

قرابة العام 1000 للميلاد نشر عَالم الطب العربي ‘‘الزهراوي‘‘ /1500/ صفحة يشرح فيها أسس وأساليب الجراحة وأدواتها، وقد ظل هذا الكتاب مرجعاً للأوروبيين، فقد كان الزهراوي أول من قام بالعملية القيصرية، والتي ساهمت فيما بعد بنجاح الملايين من حالات الولادة حول العالم.
بلغت الجراحة في القرون الوسطى ذروتها على يد أبي القاسم الزهراوي الذي ألف كتاب’’التصريف لمن عجز عن التأليف’’، والذي اهتم فيه بالجراحة وأدواتها.
1
ولد أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي في /936 – 1013/م بمدينة الزهراء القريبة من قرطبة وعرف طبيباً وجراحاً، لقد كان الزهراوي رائداً في كثير من العمليات الجراحية، وسباقاً إلى إنجازات علمية وطبية غير مسبوقة، فهو أول من كتب في تشوهات الفم وسقف الحلق، وأول من ربط الأوعية الدموية بخيوط من الحرير لإيقاف النزف، ويذكر له الكثير من الإنجازات.
لهذه الأسباب صنّفت اللغة العربية ضمن أصعب لغات العالم !

الطيران

2

قام الرجل الشهير عباس بن فرناس في القرن التاسع للميلاد بتصميم أول جهاز ذي أجنحة يمثل شكل طائر، وقد قام بتجربته عدة مرات محاولاً الطيران لتتحول فكرته إلى إلهام استطاع فيه ليوناردودافينشي تطوير تصميمه.
هو أبو القاسم عباس بن فرناس /810 – 887/م مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسي من مدينة قرطبة. هذه الشخصية قدمت للبشرية ابتكارات عدة منها ساعة مائية أسماها الميقات، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وقد صنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.

الجبر ‘‘الرياضيات‘‘

3
يأتي أصل الكلمة في أغلب اللغات الأوروبية من كتاب ’’الجبر والمقابلة’’ المكتوب في القرن التاسع الميلادي، وهو كتاب مبني على الجذور الهندية واليونانية القديمة، حيث حمل تطوراً جديداً فنظام الجبر فيه نظام رقمي موحد للأرقام الصحيحة وغير الصحيحة.
ويعود الفضل فيه لصاحبه الخوارزمي الذي جاء بفكرة تربيع الأرقام وتكعيبها، لقد كان الخوارزمي أول من فصل بين علم الحساب والجبر، فهو يعد من أبرز مشاهير العلم في العالم.
الخوارزمي هو محمد بن موسى الخوارزمي أصله من خوارزم وأقام في بغداد التي ذاع فيها صيته وانتشر. وبرز الخوارزمي في علوم الفلك والرياضيات، ولعبت إنجازاته دوراً كبيراً في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها.

البصريات

قام عالم البصريات ابن الهيثم بشرح كيفية عمل العيون لأول مرة في تاريخ البشرية، وذلك بإثبات أن العين هي أداة لاستقبال الضوء المعكوس من الأجسام وليست مصدراً للضوء كما كان يُعتقد لدى الإغريق. وهو أول من قال بأن العدسة المحدبة ترى الأشياء أكبر مما هي عليه وهو أول من شرح تركيب العين.
4
ابن الهيثم يعتبر من أعظم علماء العرب في البصريات إضافة إلى إسهاماته في الطب والفلسفة، وهو أبو علي الحسن ابن الهيثم ولد في البصرة في العراق عام 965م.
قضايا فِكرية ومُجتمعية خارج السياق.. تشغل واقعنا العربي – تقرير

الفلك والجغرافيا

هذا العلم الذي بدأ قبل الإسلام، ولكن قام علماء العرب والمسلمين بتطوير الأدوات الخاصة به بهدف الملاحة وتحديد المواقع. ولعل أهم الأدوات الفلكية التي قدموها هي الإسطرلاب والحاسبات التناظرية والكرات الجغرافية المختلفة. كما أن العرب أول من قدم خارطة متكاملة للعالم القديم، ولعل أبرزها تلك التي قدمها الإدريسي.
5
لقد سعى الكثير من علماء الفلك العرب إلى تصحيح الأخطاء السابقة في هذا المضمار، وقدموا وصفاً دقيقاً للمعالم والمدن، ومنه أبو حزم والبيروني وغيرهم كُثر، وقد يكون الإدريسي أبو عبد الله بن محمد الإدريسي أكثرهم شهرة حيث يعتبر من كبار الجغرافيين والفلكيين، والذي ولد في مدينة سبتة شمال المغرب عام 1100م.

الطاحونة الهوائية

لقد قام المسلمون باختراع أول طاحونة للهواء عام 634م. حيث كانوا يعانون من نقص مصادر المياه في فصل الصيف، لتكون الرياح هي مصدر الطاقة الوحيد بهدف طحن القمح ودفع المياه.
6
لقد قدم العرب الكثير من الابتكارات الحضارية الهامة، كالموسيقى والتي وصل العديد من آلاتها إلى أوروبا كالعود وغيره من آلالات، إضافة إلى أول جامعة في عام 859 ميلادية والتي أنشأتها الأميرة فاطمة الفرحي في فاس بالمغرب.
كما يجب ألا ننسى أول مستشفى أسسه أحمد بن طولون في القاهرة، كل هذه الإنجازات العلمية في تاريخنا لابد لها أن تشكل الحافز الحقيقي لنا للمضي على درب المعرفة الذي سلكه أسلافنا.
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق