٥ روائع يجب عليك قراءتها لفيودور دوستويفسكي


يعتبر فيودور دوستويفسكي من أهم الأدباء في العالم وقد وصف من قبل العديد بأنه من أكثر الكتاب الموهوبين في العالم، صور لنا وغاص في أعماق النفس البشرية، شاركنا من خلال أعماله بالأسئلة الفلسفية الكبرى التي تتحدث عن الإيمان والغفران والأخلاق، والإخلاص والتي قام بتحليلها بطريقة ذكية جداً وبالطبع هذه المواضيع الفلسفية لا تزال حتى اليوم تدغدغ داخل العقل البشري، وبسبب هذه المواضيع وطريقة تحليله المميزة فإن كتاباته تعد جديرة بالقراءة ويجب على الجميع قراءتها.
كانت أولى الروايات التي قرأتها لدوستويفسكي “الأبله” والتي اعتبرها من أروع الروايات التي قدمها، بالإضافة إلى الأخوة كارامازوف الذي يتناول فيها مختلف المواضيع النفسية والاجتماعية والسياسية والدينية فكانت قوة كتاباته تكمن في صدقها.
ورغم الإطالة والإفاضة بالأحاديث والحوارات فإنك لا تشعر بالملل وتتمنى أن لاتنتهي الرواية لتبدأ برحلة ممتعة صادقة مع هذا الكاتب الموهوب وتجعلك تصاب بالحزن لأن الرواية اقتربت من الانتهاء، وتشعر كما لو أنك تقرأ عن شخصيات حقيقية، يصور لنا ويصف من خلالها كيف أن الأفكار لديها القدرة على تغيير حياة الإنسان. في هذه القائمة خمسة من أهم روايات دوستويفسكي التي يجب عليك أن تقرأها.

ملاحظات من تحت الأرض/ الإنسان الصرصار

1
تعتبر هذه الرواية واحدة من أكثر الكتب فلسفية حيث يتطرق فيها إلى المعضلات الوجودية ويقوم من خلالها بفتح جدل مع الفلسفة الغربية الحديثة. بطل الرواية يعاني بما سمي لاحقاً “مرض القرن” يحدثنا عن السخافة أو الخمول الخارج من ألمه الجسدي والعقلي إلى جانب بعض الأفكار ومعتقدات الشخص الذي تدور حوله القصة مثل أن التقدم لا يستحق أي جهد وهذه الفكرة طرحت فيما بعد عند العديد من الكتاب والفلاسفة مثل جان بول سارتر وايتالو سفيفو، ويعتبرها البعض أول رواية في الفلسفة الوجودية.
 
الغايات يا سادة أن لا يفعل المرء شيئاً البتة. إن القعود عن الفعل والخلود إلى التأمل مُفضلان على أي شيء آخر
كُتَّاب عرب ستترك كتاباتهم أثراً في حياتك حتماً !

الجريمة والعقاب

2
نشرت في عام 1866 وهي ثاني رواياته الكاملة كتبها بعد عودته من المنفى في سيبيريا، يكشف لنا فيها مفاهيم الجريمة والخلاص من خلال المعاناة، وتركز على الألم النفسي والمعضلات الأخلاقية الذي يعاني منها راسكولينكوف وهو طالب فقير يعيش في غرفة صغيرة يرفض المساعدة من أي أحد.
يخطط وينفذ جريمة قتل بدم بارد لامرأة عديمة الضمير تقرض المال، وفي محاولة للدفاع عن أفعاله يقول أن بأموال المقرضة يمكن القيام بالأعمال الصالحة لمواجهة الجريمة ونتخلص من الحشرات التي لا قيمة لها ويقارن نفسه بنابليون ويشارك اعتقاده بأن القتل مسموح لتحقيق هدف أسمى.
 
هنالك أشخاص نجهلهم تماماً، ولكن عندما نلتقي بهم نشعر بشيء يدفعنا إلى التقرب منهم … حتى قبل أن نبادلهم حديثاً

الأبله

3
هذه الرواية من عام 1869 وهي تعد واحدة من أهم أعمال دوستويفسكي تصور لنا الفروق الدقيقة في الحياة الاجتماعية لأحد النبلاء الشباب الروس الذي يدعى ميشكين الذي عاد إلى سانت بطرسبرغ بعد أن كان يعيش في مصح في سويسرا وكما يوحي العنوان بطل القصة هو رجل ساذج واثق أكثر من الازم يتكلم دون أن يعير اهتمام لأحد يملك طيبة طفولية، ومثالي لدرجة كبيرة..
يحاول قدر المستطاع أن يحقق السعادة لأعدائه وأصدقائه، مما يؤدي ذلك به إلى الكثير من المتاعب نظراً لأنه يتعامل مع العديد من الشخصيات منها الماكر ومنها الفاسد ومنها الأناني.
 
اعلموا أنَّ هناك حدًا للغمِّ والقهرِ والنكَدِ الذي يُحدثهُ في نفسِ الإنسانِ شعورهُ بأنهُ لا شيء، وبأنهُ عاجزٌ، فإذا تجاوزَ الإنسانُ ذلك الحَد غَرِقَ في لذّةٍ خارقة

الأخوة كارامازوف

4
هي آخر روايات دوستويفسكي في عام 1880 وفي رأي العديد أنها أكبر وأعقد رواية له، أمضى في كتابتها عامين تقريباً، وتوفي بعد أقل من أربعة أشعر من تاريخ نشرها، وهي رحلة رائعة تتحدث فيها عن مأساة أسرة كارامازوف وتناقش العديد من المواضيع المختلفة منها الأخلاق والإيمان ويبحر في تصوير النفس البشرية.
وفي نفس الوقت الرواية هي قصة جريمة رائعة يحاول فيها القارئ أن يكتشف من قتل الأب لأبنائه الثلاثة الذي يرمز كل شخصية منهم إلى فكرة معينة العقل والجسد والروح.
كان لهذه الرواية تأثير عميق على العديد من الكتاب والفلاسفة من بينهم ألبرت أينشتاين، لودفيج فيتجنشتاين، مارتن هايدغر، كورماك مكارثي، وكورت فونيغوت، وسيغموند فرويد، فرانز كافكا.
 
إن من يكذب على نفسه، ويرضى أن تنطلي عليه أكاذيبه، يصل من ذلك إلى أن يصبح عاجزاً عن رؤية الحقيقة في أيّ موضع، فلا يعود يراها لا في نفسه ولا فيما حوله، وهو ينتهي أخيراً، لهذا السبب، إلى فقد احترامه لنفسه واحترامه لغيره.
خمس روايات رائعة غيّرت طريقة تفكيري.. ماذا عنك؟

المقامر

5
يبحث دوستويفسكي في هذه الرواية القصيرة عن موضوع الإدمان على لعبة الروليت، نشرت في عام 1867 يصور لنا بذكاء تطور حياة الاجتماعية للطبقة العليا والعلاقات الاجتماعية بين الفقراء والأغنياء كما يتحدث عن موضوع الحب وبداية الإدمان القوي للكازينو.
وهي قصة تدور حول أستاذ مثقف غير ميسور مالياً يقع في حب امرأة أرستقراطية لا تعيره أي اهتمام تهينه بطريقة مزعجة، يؤمن هذا الأستاذ بأنه قادر على كسب الكثير من المال من خلال المقامرة بالكازينو ويدمن عليها لدرجة لعينة، وقد لحن الروسي الشهير سرغي بروكوفييت أوبرا مستنداً إلى الرواية تحمل نفس العنوان.
 
إن في وسع المرء في كل ظرف من الظروف… أن يتصرف تصرفاً يحفظ له كرامته
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق