يبدو أن رقم ثلاثة كان رقم الحظ للعديد من الكتاب الذين كتب لهم النجاح الساطع وحفرت أسمائهم بحروف من النور في عالم الأدب بعد تأليفهم لثلاثية عظيمة، بعضهم توالت أعمالهم الناجحة بعد ذلك، وآخرون كتبوا روايات لم تحظ بنجاح يذكر، وظل شبح العمل السابق يطاردها، واليوم أقدم لكم ثلاثيات أدبية بارزة تستحق القراءة بالتأكيد.
ثلاثية مباريات الجوع
ثلاثية مباريات الجوع التي تم تحويلها إلى أربعة أفلام ينتظر محبوها آخرهم بعد شهور قليلة. الروايات من تأليف سوزان كولنز بأسماء “مباريات الجوع”، “ألسنة اللهب”، “الطائر المقلد”، صدر أولها عام 2008، وآخرها 2010، وعام 2014 تم إعلان أنه بيع 65 مليون نسخة من الثلاثية في الولايات المتحدة فقط.
ثلاث روايات عملاقة من طراز الديستوبيا، حيث تتناول الأحداث ما كانت عليه أمريكا الشمالية سابقاً، وأصبحت بانام ذات الثلاثة عشر مقاطعة وعاصمتها المستبدة الكابيتول، التي تعاقب على مدى ثلاثة أرباع قرن المقاطعات التي تجرأت على الثورة عليها، بإجراء ما يسمى مباريات الجوع، وهو اختيار فتى وفتاة من كل مقاطعة وإدخالهم في مباراة تنتهي بوفاة ثلاثة وعشرين متسابقاً وحياة واحد فقط من خلال ألعاب وحشية يتم عرضها على شاشات عملاقة.
نقابل في الجزء الأول البطلة كاتانيس التي تدخل المباريات بدلاً من أختها الصغيرة، وتنجح بالحيلة والشجاعة في الفوز في المباريات مع زميلها من ذات المقاطعة بيتا مالارك في خطوة جريئة ضد قوانين المباريات، ما اعتبرته المقاطعات تمرداً على الكابيتول، لتبدأ شرارة الثورة تشتعل من جديد، وهو ما تتناوله أحداث الجزئين الثاني والثالث.
قالت الكاتبة إنها استلهمت الفكرة الأولية لهذه الثلاثية من أسطورة متاهة مينوس ووحش المينوتور الإغريقية الشهيرة، التي تنص على أن الملك مينوس أجبر أثينا على إرسال سبع فتيات وسبعة مراهقين ليتم إدخالهم المتاهة المستحيلة وملاقاة حتفهم على يد وحش المينتور نتيجة لجرائم المدينة السابقة.
ثلاثية القاهرة
ثلاثية القاهرة أو المعروفة بثلاثية نجيب محفوظ “بين القصرين”، “قصر الشوق”، “السكرية”، هي درة أعمال هذا الكاتب والتي تدور أحداثها في القاهرة من بدايات القرن العشرين، ويتعرف القارئ خلالها على عائلة السيد أحمد عبد الجواد الرجل الشرقي المتسلط في منزله، والذي يهابه أولاده وزوجته، وقد تم نشرها في خمسينات القرن الماضي.
ويرصد الكاتب من خلال هذه الثلاثية الأحداث السياسية والتاريخية والاجتماعية عبر ثلاثة أجيال من العائلة، جيل الأب والأبناء والأحفاد، وقد سميت الأجزاء على أحياء القاهرة التي تدور فيها أحداث الرواية.
وقد ذهب نجيب محفوظ بمخطوطة روايته الطويلة التي تبلغ حوالي الألف صفحة إلى الناشر، الذي اقترح عليه أن يقسمها إلى ثلاثة أجزاء، وقبل النجاح الساحق للثلاثية كان لنجيب محفوظ عدة أعمال لم تلاقي ترحيباً كبيراً من النقاد الذين فوجئوا بوجود أديب من العيار الثقيل أمامهم طوال الوقت ولكنهم لم ينتبهوا إلبه.
ثلاثية ميلينوم
ثلاثية أخرى ولكن هذه المرة سويدية الجنسية، وقد كتبها الكاتب الراحل ستيغ لارسن، الذي كان يهدف إلى كتابة عشرة روايات عن مغامرات ذات البطلة ليزابيث سالاندر، ولكن العمر لم يمهله سوى لكتابة ثلاثة روايات فقط.
الأدب السويدي غريب تماماً على القارئ العربي، والثلاثية خير مثال عليه بما تحمله من تفاصيل حول المجتمع، وشخصياتها المتعددة والمرسومة بدقة، والسرد البسيط الذي لا يُشعر القارئ بطول الروايات.
أجزاء الثلاثية هي “فتاة يكرهها الرجال”، “فتاة أشعلت النيران”، و”فتاة ركلت عش الدبابير”، وتدور أحداثها حول الفتاة الغامضة ليزابيث ذات الماضي المعقد والتي تدخل في صراعات مع جهات متعددة رغماً عن إرادتها، والصحفي الشريف ميكائيل بلومفيست وحربه على الفساد، الثلاثية التي فازت بالعديد من الجوائز تم تحويل أول جزء منها إلى فيلم سينمائي أمريكي عام 2011، وإنتاجها بالكامل في ثلاثة أفلام سويدية.
ثلاثية ملك الخواتم
عام 1937 كتب الأديب الشهير ج. ر.ر تولكين روايته “الهوبيت” التي سريعاً ما تحولت إلى مجرد مقدمة للثلاثية الأشهر “ملك الخواتم” التي نشرت في الخمسينات من القرن الماضي، والتي كانت رواية واحدة ضخمة لكن الناشر قرر لأسباب اقتصادية تقسيمها إلى ثلاثة روايات هي “صحبة الخاتم”، “البرجان”، “عودة الملك”.
تدور أحداث الروايات في عالم خيالي يسمى “الأرض الوسطى”، اخترعه بالكامل تولكين، وكتب أدق تفاصيله بل اخترع له لغات كاملة، شرير هذا العالم هو ثورون الذي ملك خاتماً استطاع من خلاله التحكم في الأرض الوسطى وفرض الظلام على الجميع، حتى هُزم في الماضي وفُقد هذا الخاتم لسنوات طوال ليصل ليد “بيلبو باجنز” عن طريق الصدفة خلال أحداث رواية “الهوبيت”.
0 التعليقات:
إرسال تعليق