لعاشقي الرعب.. خمس روايات مرعبة تأخذك إلى عالم غامض!


إذا نظرنا اليوم، سنلاحظ تزايد عدد كتاب الرعب في العالم العربي بشكل كبير، ربما كان ذلك أثراً متوقعاً من تأثرهم بالرجل الذي يمكننا أن نطلق عليه لقب عراب الجيل بضمير مستريح، د.أحمد خالد توفيق، الذي عرف جيلنا الحالي بمفاهيم جديدة ساحرة لم نكن نعرفها، أو كما قال هو في ندوته الأخيرة بالقاهرة، “أدركت أنني تمكنت من نقل مفاهيم عالم الرعب إلى الشباب بنجاح بعدما سمعت مراهقاً ينادي صديقه في الشارع بلقب “زومبي” “.
في الواقع يجتمع معظم البشر على الشغف أو الانبهار بفن الرعب سواء كان بصرياً في الأفلام أو مقروءاً في الكتب الأدبية، وهو واحد من أهم أنواع الأدب في الثقافة الأمريكية، ربما بسبب أدباء كبار تخصصوا في مثل هذه النوعية من القصص المرعبة الصرف مثل لافكرافت و إدجار آلان بو، اللذان استطاعا نقلنا إلى عوالم أخرى، غريبة، مرعبة لا نملك إلا أن نشعر بالقشعريرة الباردة تزحف على مؤخرة عنقنا عند قراءتها.
اليوم يتبادر إلى ذهننا اسمين هامين، الأول هو ستيفن كينج ملك قصص الرعب والأكثر إنتاجاً للأعمال الناجحة الأكثر مبيعاً كل عام، ود.أحمد خالد توفيق، المؤسس لهذا الأدب في العالم العربي، والذي اتبع خطاه بعد ذلك مجموعة ناجحة من شباب الأدباء.
أدب الرعب مثل أفلامه، خير علاج لمخاوف الإنسان القديمة المغروزة في وجدانه الجمعي، أنت تقرأ كتاب عن الوحوش مثلاً، فتصاب بالرعب والإثارة، لكنك في نفس الوقت واجهت مخاوفك وأنت آمن في منزلك، هذا يعطيك نوع من الحصانة بعد ذلك فيما يسمى بعملية التطهير.
اليوم أخبرك عن 5 روايات رعب غيرت من الشكل العام لمثل هذا النوع من الأدب في السنوات الأخيرة، وقدمته بطريقة مختلفة ومثيرة.

Haunted تشاك بولانيك – 2005

Haunted تشاك بولانيك - 2005
يملك تشاك بولانيك خيالاً غير محدود، ربما يمكن أن نكتفي بأدبه المتنوع طيلة حياتنا، الرجل غزير الإنتاج بشكل لا يصدق، لديه دائماً أفكار جديدة يمكن أن تشعرك بالدوار، تماماً مثل هذه الرواية التي تمثل حلقة رعب متصلة من 23 قصة قصيرة منسوجة في إطار واحد، استوحي بولانيك اجتماعات الروائيين التي يحضرها برفقة زملائه الكتاب بشكل منتظم، ليطرح هذا التساؤل..
ماذا لو أصابهم الجنون فجأة؟ أشد أنواع الجنون رعباً هو هذا الذي يصيب المبدعين، هذه المجموعة تقرر التوقف عن الأكل وعن استخدام الاجهزة الإلكترونية في عزلتهم الاختيارية، لتتصاعد حدة الجنون شيئاً فشيئاً عبر القصص التي يتلونها واحدة بعد الأخرى. كوابيس خرجت من عقولهم المبدعة المجنونة، لتنتهي الرواية بنهاية مذهلة.

Under The Dome ستيفن كينج – 2009

Under The Dome ستيفن كينج - 2009
بدأ ستيفن كينج في كابة هذه الرواية في عام 1970، إلا أنه لم يفلح في إكمالها ليتركها 30 عاماً بأكملهم بعد ذلك، قبل أن تتبادر إلى ذهنه من جديد ليكملها ويقدمها في عام 2009، تحولت الرواية إلى مسلسل ناجح، وهي تدور حول بلدة تشيسترز ميل الهادئة، التي يغطيها فجأة قبة من ضباب غامض لا يمكن اختراقه..
البلدة الآن معزولة تماماً عن العالم الخارجي بلا إنترنت أو وسائل اتصال من أي نوع، تبدأ الموارد في البلدة بالتناقص لينكشف الرعب الأكبر في العالم، وهو رعب البشريين أنفسهم، الذين يتحولون إلى مخلوقات أخرى بعد تهاوي قناع الحضارة والآدمية، ليقوموا بأفعال غير متوقعة أبداً.
ستيفن كينغ .. ليس مجرد كاتب رعب آخر !

A Dark Matter بيتر ستراوب – 2010

A Dark Matter بيتر ستراوب - 2010
يعتبر بيتر ستراوب واحداً من أشهر أدباء الرعب في أمريكا بعد ستيفن كينج، يكتب الروايات والقصص القصيرة منذ عام 1970 إلى اليوم، أفكاره المبتكرة هي التي تعطي قصصه طابعاً خاصاً، مثل هذه الرواية التي تحكي قصة واحدة بخمس طرق مختلفة، عن أربعة أصدقاء يعودون بذاكرتهم إلى أيام الدراسة الثانوية ليكشفوا عن أمر خطير.
رغم سرد القصة ذاتها بخمس طرق مختلفة إلا أن القارئ لا يشعر بالملل ولو للحظة، لتنتهي القصص بنهاية واحدة بطريقة غريبة ومفاجئة.

ثنائية الجاثوم أحمد خالد توفيق – 2002

ثنائية الجاثوم أحمد خالد توفيق - 2002
بالرغم من أنها رواية صغيرة ضمن سلسلة ما وراء الطبيعة الشهيرة، إلا أن أهميتها التي جعلتها تدخل ضمن هذه القائمة هو تقديمها لشكل جديد من أدب الرعب العربي حتى النخاع، رغم استخدامه للعديد من الأساطير العالمية في الأحداث، كانت هذه الرواية نقلة هائلة في سلسلة ما وراء الطبيعة، نقلتها من مجرد قصص تهدم الأساطير المخيفة وتؤكد عدم صحتها، إلى بدء الإيمان بوجود قوى خوارقية في العالم، تعرفنا هذه القصة على العديد من المصطلحات الجديدة على الآذان العربية وقت صدورها، مثل الجاثوم، الكائن الكابوسي الذي يجثم على صدور النائمين ليلاً ليعانوا من ويلات الاختناق والكوابيس..
يظهر الجاثوم غالباً في ساعة الذئب وهي الساعة التي يكون فيها جسم الإنسان في أوهن حالاته من الثالثة إلى الخامسة فجراً، وهي الساعة التي يعاني فيها البطل من كوابيس متسلسلة كل ليلة تنقله إلى مكان غريب لا يعرفه يستيقظ ليجد تذكاراً مجسماً من هذه الأماكن والأحداث الغريبة.
يدمج الكاتب تاريخاً حقيقياً معروفاً وهو مذبحة القلعة لأحداث غريبة تنتهي باستسلام البطل، الذي نكتشف أنه حفيد سلالة من النكرومانسر، وهو الساحر الذي يقوم بالتهام أعضاء أعدائه ليعرف أسرارهم.

House of Leaves مارك ز.دانيالويسكي – 2000

House of Leaves مارك ز.دانيالويسكي - 2000
ربما لا تكون القصة نفسها هي التي أعطت للكتاب أهميته، لكن طريقة الكتابة نفسها، الكاتب يستخدم هنا الطريقة التفاعلية مع القارئ ليتجه وحده نحو معرفة الحقيقة، ألغاز مخبئة بعناية بين الصفحات، هوامش تملأ حوافه وتجبرك على قرائتها لمزيد من التساؤل، هناك صفحات كاملة لا تحتوي سوى على كلمة أو اثنتين، فقرات كتبت بالمقلوب، أو بالعكس..
هناك مجهود عقلي في قراءة القصة التي تدور حول منزل يبدو أوسع من الداخل عنه في الخارج، وعن قصة العائلة التي تعيش فيه، والتي تقوم بتسجيل الكثير من الأحداث الخارقة التي تحدث بين جنباته على هيئة أفلام قصيرة تقع في النهاية بين يدي البطل الذي يحاول معرفة الحقيقة. النهاية لن تعرفها إلى بالعودة من جديد والبحث عن الرسائل المخفية في صفحاته لتكتشف المفاجأة.
شاركها في جوجل+

عن غير معرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق