قليلٌ جدًا مِن الناس مَن يتمكّن مِن أن يجمع بين هوايته وعمله، ولا تُجدي نفعًا مقولة «أحببْ ما تعمل حتّى تعمل ما تُحب» مع العديد مِن الباحثين عن وظائف تليق بقدراتهم أو تكون مُرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشغفهم أو هوايتهم.
الأمر يسري بالطبع على مُحبّي القراءة والكتابة ولأن هذه الهواية أو الموهبة بالنسبة للكثير لا يُمكنها أن تكون عملًا حقيقيًا، أو أن تُدِر مالًا يُمكِن لشخص أن يعتمد عليه اعتمادًا كُليًّا، فكان على مُحبّي القراءة والكتابة أن يستسلموا للأمر الواقع ويرتضوا بالوظائف التي لا تمُت بأي صلة لموهبتهم.
لكن لحُسن الحظ، توجد الكثير مِن الوظائف تتعلّق بالكتابة وبالقراءة، والتي يُمكنها أن تُشعرك بأنّك لا تقوم بالعمل فقط، وإنما تُمارس هوايتك المُفضّلة.
1. روائي
لا شيء أجمل مِن هذا! إذا كانت الكتابة هي شغفك، فلا شك أنك ستجد ضالتك في هذة الوظيفة. أن تكون روائيًّا يتطلّب منك موهبة في الكتابة أولًا، ورغبة في تطوير موهبتك، ولكن الأهم هو أن تقرأ كثيرًا، لأن القراءة تُساعدك على تكوين وتحصيل المصطلحات والمُفردات المُختلفة.
لهذه الوظيفة مساوئها بالطبع، وهو أنك لا يُمكِن أن تضمن أن تنشر أعمالك، خاصةً إذا لم يكُن لديك الكثير مِن المعارف أو علاقات قويّة. حتّى تتجنب هذا، عليك أن تعتمد على نفسك في النشر، حتى يشتهر اسمك، وبعدها ستتحسّن الأمور.
2. ناشر
إذا كُنت مِن العاملين في دور النشر، يتسنّى لك أن تكون جُزءًا مِن عملية صناعة القرار التي تُحدِّد أي الكتب ستُنشر، وعدد الطبعات، وكُل ما يتعلّق بالكتاب.
يُمكِن أن تبدأ مُدقِّقًا لغويًا، أو مُراجع نصوص، أو قارئًا لها، وكُل هذه الوظائف تتمحور حول الكتابة والقراءة، فتُصبح هوايتك أساس عملك.
3. مُدرِّس لُغات
جُزء كبير مِن العمل مُدرِّسًا لأية لغة، هو تدريس الأدب، والذي يُمكِّنك مِن نقل أحاسيسك وخبراتك في القراءة إلى الأجيال الأصغر منك، وتُعزز مِن حبهم للأدب المكتوب، والقراءة بشكلٍ عام.
على الأغلب، سيُتاح لك أن تُحدد الطريقة التي تُريد التدريس بها، والمنهج الذي تراه مُناسبًا طبقًا لخبراتك، لتناقشه مع تلاميذك الذين سيُقدِّمون رؤى مُختلفة بحكم اختلاف العمر والتفكير.
4. مُحرِّر
وظيفة المُحرر، سواء كانت في دار نشر أو مجلة أو جريدة، تتمحور حول مُراجعة ما كتبه الآخرون، والتعديل عليه، ومُحاولة تحسينه قبل أن يخرج للمُتلقّين.
القراءة تُعد مِن أهم المُتطلبات لهذا العمل، وأيضًا إجادة اللُغة التي تعمل بها والتمكُّن مِن مُفرداتها ومُصطلحاتها، حتّى تُصبح لديك المقدرة على التصحيح وتجنُّب الوقوع في الأخطاء اللغويّة أو النحويّة.
5. مُراسِل صحافيّ
تحرّي الدقة في نقل الأخبار، وعدم التصديق على أيّة معلومة دون التأكُّد منها؛ مبدأ صحافي عام، على كُل العاملين في مجال الصحافة والأخبار الالتزام به.
إذا كُنت مُراسلًا صحافيًا، فعليك لتتأكّد مِن المعلومة أن تتفقّد العديد مِن المصادر والمعلومات، ورُبّما يتضمّن ذلك وثائق قديمة، أو وثائق حكومية، ثم كتابة تقارير كاملة عمّا توصّلت له. لهذا تُعد وظيفة المُراسل الصحافي مِن الوظائف التي لا تليق سوى بشخص شغوف بالقراءة والكتابة.
6. مؤرِخ
وظيفة المؤرِّخ تتمثّل في البحث والتنقيب عن الماضي عن طريق التحقّق مِن الوثائق التاريخيّة والآثار.
باعتبارك مؤرِخًا، سيتسنّى لك قراءة الكُتب، والعقود، واليوميّات، والجرائد التاريخيّة، وكل ذلك يُعد مِن صميم عملك، وتدوين الملاحظات مِن خلال كُل ما قرأت حتى تنتهي بتحليل دقيق عن المكان والزمان والمُلابسات وراء حدث تاريخي معيّن.
7. موظّف علاقات عامَّة
نعم، لقد قرأت الوظيفة بطريقة صحيحة. موظف العلاقات العامة يحتاج إلى كتابة العديد مِن البيانات الإعلامية، وكُل المعلومات حول المؤسسة التي يعمل بها في أي وسيلة إعلامية؛ لتوصيل الرسالة المُتبنّاة مِن قِبل هذه المؤسسة.
قُدرتك على توصيل صورة جيّدة للعُملاء، تلخّص في قُدرتك على التعبير بالكلمات المناسبة عما تُقدِّمه مؤسستك مِن خدمات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق