الانقلاب هو حركة إزاحة مفاجئة للحكومة والنظام الحاكم، وغالبًا ما يكون الانقلاب من داخل الدولة والنظام، وعادة ما يكون الجيش هو القائم بحركة الانقلاب ضد الحكومة. مصير الانقلابات غير معروف، أحيانًا يستطيع السيطرة فتستتب له الأمور، وأحيانًا أخرى يفشل فيكون خيار الحرب الأهلية واردًا.
شهدت المنطقة العربية الكثير من الانقلابات العسكرية إبان استقلالها في منتصف القرن الماضي، أشهر هذه الانقلابات وأهمها تجدها في هذا التقرير.
انقلاب رمضان 1963: أطاح بعبد الكريم القاسم
بعد انقلاب الضباط الوطنيين “الأحرار” عام 1958، استقر الأمر في يد وزير الدفاع العراقي عبد الكريم القاسم، الذي استطاع أن يطيح بزملائه في التنظيم الذي أوصله للحكم.. ظل عبد الكريم وزيرًا للدفاع ورئيسًا للوزراء حتى العام 1963، عندما استطاع بعض قادة حزب البعث بالتعاون مع بعض زملائه السابقين في حركة الضباط الوطنيين الإطاحة به عام 1963.
قامت الحركة ونجحت في إسقاط عبد الكريم في يومٍ واحد، قامت الطائرات بقصف مقر وزارة الدفاع الذي كان به قاسم حينها، استسلم عبد الكريم بعد يوم واحد، وقام القادة الجدد بمحاكمة قاسم، وحكموا عليه بالإعدام، قتل صباح 15 رمضان عام 1963.
انقلاب هواري بومدين عام 1965
بعد استقلال الجزائر عام 1962 بعد أكثر من مائة عام من الاستعمار الفرنسي، كان أول رئيس للجزائر هو القائد الثوري أحمد بن بلة، لم يحكم ابن بلة أكثر من ثلاث سنوات حيث قام وزير دفاعه هواري بومدين بقيادة انقلاب عسكري عليه وأودعه السجن. ظل بومدين رئيسًا لمجلس التصحيح الثوري حتى العام 1975، حين تم انتخابه رئيسًا للجزائر حتى وفاته عام 1978.
هواري بومدين (يمين) وأحمد بن بلة (يسار)
على خلاف غيره من الانقلابات العسكرية، يعتبر هذا الانقلاب – حسب رأي بعض المحللين- نقلة جديدة للجزائر، حيث بدأ بومدين تأسيس دولة قوية بالفعل، فكان للجزائر دور إقليمي كبير، إضافةً إلى اهتمامه بالصناعة والزراعة وغيرهما من أركان التنمية القومية.
انقلاب معمر القذافي عام 1969
بينما الملك الليبي محمد إدريس السنوسي في رحلة علاج إلى تركيا قامت قوات حركة الضباط الوحدويين بقيادة الملازم أول معمر القذافي بالزحف على مدينة بني غازي واحتلال مبنى الإذاعة ومحاصرة القصر الملكي لتستولي على السلطة.
أعلنت السلطة الجديدة بقيادة القذافي عن مطالبها بإجلاء القوات الأمريكية والبريطانية من البلاد، وهو ما تمّ بالفعل، بدأ القذافي حكمه بمشروع “اشتراكي”؛ حيث أمم جميع البنوك في ليبيا وجميع شركات التأمين، كما أمم أيضًا صناعة النفط في ليبيا.
لكنَّ هذا لم يستمر، إذ سرعان ما انفرط “مشروع” القذافي، وانقلب صديقًا لأعدائه السابقين من الدول الغربية، قُتل القذافي على يد الثوار في أكتوبر 2011.
بيان الانقلاب يلقيه القذافي
انقلاب جعفر النميري عام 1969
استيقظت السودان في مايو 1969 على بيان العقيد أركان حرب جعفر النميري معلنًا عن استيلائه على السلطة في السودان، بدأَ النميري يساريًّا لكنه سرعان ما انقلبَ على معسكر اليسار بعد خلافاته معهم، فقام بالتقرب للإسلاميين في السودان، وأعلن تطبيق الشريعة الإسلامية عام 1980.
واجه النميري أكثر من محاولة انقلاب أفشلها جميعًا، إلا أن نهايته كانت بمظاهرات شعبية عارمة، بينما كان في رحلة علاج إلى واشنطن عام 1985 فعاد إلى القاهرة، بعدما أعلن الفريق سوار الذهب انحياز القوات المسلحة للشعب، توفي النميري عام 2009.
انقلاب الحركة التصحيحية بقيادة حافظ الأسد 1970
بعد العديد من الانقلابات العسكرية في سوريا جاء انقلاب وزير الدفاع حافظ الأسد ليرسي حكمًا دام لأكثر من أربعين عامًا، بعد هزيمة يونيو 1967 التي كان الأسد فيها وزيرًا للدفاع تم تبادل اتهامات عديدة، فاستطاع الأسد استغلال الظروف المواتية وقام بما سمي حينها “الحركة التصحيحية”.
أُرسي حكم الأسد على ديكتاتورية مطلقة، انتخب أكثر من مرة عبر استفتاءات شعبية كان يحصل فيها دومًا على نسبة تقارب 100%. توفي الأسد عام 2000 ليورث الحكم لابنه بشار الأسد، الذي يواجه الآن معارضة مسلحة بعد ثورة اندلعت عام 2011.
انقلاب السلطان قابوس على والده عام 1970
في العام 1970، قام مؤيدو الأمير قابوس بن السلطان سعيد بن تيمور بالانقلاب عليه، وتولى على أثر ذلك ابنه ذو الثلاثين عامًا قابوس بن سلطان، ليستمر في حكمه حتى هذه اللحظة، وهو أطول الرؤساء العرب حكمًا؛ حيث حكم لمدة 44عامًا حتى الآن. ويعتبر السلطان قابوس المؤسس الحقيقي لسلطنة عمان؛ حيث بدأ مراحل التحديث الحقيقية واستغلال النفط وتوحيد البلاد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق